المشاعر الإيجابية وكيفية الاستفادة منها
المشاعر الإيجابية وكيفية الاستفادة منها
أولئك الذين يشعرون دومًا بالسرور الذي تتضمَّنه مشاعر مثل: الفرح والسرور والأمان، يحثُّون بداخلهم عملية التفكير والتصوير، التي تتمثَّل في أفكار مثل “أستطيع” بغض النظر عن المشكلة، أو الوضع الذي يمرُّون به، وعندما لا تعمل المشاعر السلبية، تتدفَّق المشاعر الإيجابية بصورة طبيعية، وتكون جزءًا لا يتجزَّأ من حالتنا الطبيعية، والعقل الذي يتمركز على التفكير الإيجابي يملك القدرة على زيادة احتمالية تجسيد هذا التفكير في حياته، فالأشخاص الأكثر نجاحًا هم من يحملون في عقولهم مبدأ الخير لصالح الجميع بما في ذلك أنفسهم، كما أنهم في حالة سلام مع أنفسهم، مما يتيح لهم إمكانية أن يكونوا داعمين لإمكانيات الآخرين ونجاحهم، وهم لا يسعون للبحث عن السعادة، لأنهم اكتشفوا أنها حصيلة قيامهم بما يحبون.
للمشاعر الإيجابية تأثير عميق في علاقاتنا، ومن المشاعر الإيجابية: الشجاعة، وهي حالة إيجابية يشعر فيها الشخص بالاطمئنان، وفيها نبدأ رحلتنا نحو الوعي، وندرك وننتبه أننا نتمتَّع بالحرية، والقدرة على الاختيار، وأننا لسنا مضطرين أن نكون ضحايا مجددًا، وتجعلنا الشجاعة نرفض أن ندفع ثمن السلبية، أو نتحمَّل تعكير صفو حياتنا، وهناك الألفة، فعندما تكون مشاعرنا الداخلية مشاعر من نوع السلام والسكينة والطمأنينة، يكون تأثيرها في الآخرين هو زيادة وعيهم، بالتزامن مع وعينا، وفي علاقتهم معنا سيشعرون بالاندماج، وأنهم محل تقدير، وربما تحدث ظاهرة تسمَّى بالتخاطر بتناغم عندما نكون في حالة انسجام تام مع الشخص الآخر.
وهناك القبول، فعندما نبدأ بقبول الذات وقبول الآخرين، نكتشف أن المحبة هي طبيعتنا الداخلية، التي تظهر بكل عفوية وتلقائية عندما تتم إزالة ما يحجبها، وفي القبول نتمتع بحرية أن نوجد في الحاضر، ويختفي الأسف على الماضي، والخوف من المستقبل، ومستوى وعي القبول هو شيء يتوق إليه الجميع، لأنه يمكِّننا من التحرُّر من مشكلات الحياة، وهناك السلام، الذي يجعل الأفعال سلسة، وعفوية، ومتناغمة، ويحدث تحوُّل في تصوُّر العالم، وفي علاقتنا به، وتهيمن الذات الداخلية، وفي كل مرة نستخدم فيها آلية التسليم تزيد مشاعرنا الإيجابية، ويمكننا تصور أننا مع كل تسليم نأخذ خطوة أخرى نحو قمة الجبل.
الفكرة من كتاب السماح بالرحيل
من الجميل معرفة أن السلام والسعادة والفرح والنجاح والحب جزء متأصِّل من طبيعتنا البشرية، ولكن ماذا عن الغضب والحزن والقلق والغيرة؟ يقدِّم لنا هذا الكتاب آلية من شأنها أن تُفعِّل لدينا القدرة على التعامل مع جميع مشاعرنا الجيدة والسيئة، كما سيساعدنا على التحرُّر من السلبية، وبداخل هذا الكتاب ستتعرَّف على آلية السماح بالرحيل، وكيف تنجو من وحل اللاسلام.
وحينما تقرأ هذا الكتاب ستحصل على التحفيز والإلهام، وستجد بداخله إجابة عن تساؤلات مثل: كيف تتعامل مع المشاعر غير المرغوب فيها؟ وكيف تتعامل مع تقلُّبات الحياة اليومية بضغوطِها وأزماتها؟ وبختام رحلتك بين دفتي الكتاب ستكتشف ذاتك الحقيقية، وتعرف أن حلول المشاكل التي تواجهها توجد بداخلك، وحينها سيُحدث هذا الكتاب التغيير الجذري الإيجابي الأكبر في حياتك.
مؤلف كتاب السماح بالرحيل
ديفيد ر. هاوكينز ( 1913 : 2002 ) : هو فيلسوف، وطبيب نفسي، وكاتب أمريكي، ومعلم روحاني معروف على مستوى عالمي، وُلِدَ في 28 فبراير 1913، وتُوفي في 24 فبراير 2002، عن عمر يُناهز 89 عامًا، وهو الرئيس المؤسس لمعهد الأبحاث الروحانية، ويُعرَف بأنه رائد في مجال الوعي، درس الطب النفسي في كلية الطب في “ويسكونسن”، كما عمل كاسح ألغام لفترة قصيرة خلال الحرب العالمية الثانية، كان شاغل “هوكينز” الرئيس هو تعزيز الروحانيات لدى الناس، وظهر على برامج شبكة التلفاز، والإذاعة الرئيسة، وتمَّت ترجمة كتابه “السماح بالرحيل” إلى 15 لغة حتى الآن، وكان على قوائم أكثر الكتب مبيعًا في العديد من البلدان، كما تلقَّى “هوكينز” جوائز من جهات مختلفة، وتم تكريمه بـ”Tae Ryoung Sun Kak Tosa” (الروح العظيمة والمعلم الرائد على طريق التنوير) في سيول في عام 2000.
ومن أهم أعماله:
القوة مقابل الإكراه.
العلاج والشفاء.
النجاح هو لك.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمة:
أرجوان بنت سليمان: كاتبة ومترجمة سعودية، قامت بترجمة العديد من الأعمال منها: “مبادئ للقيادة التحويلية”، و”سر السماح بالرحيل”، وأصدرت كتابًا من تأليفها بعنوان “للرحيل معنىً آخر”.