المشاركة والحب
المشاركة والحب
في أحيانٍ كثيرة يتجنَّب الزوجان الحديث عن الحقائق المؤلمة لأعوام، مما يسبِّب تراكمات كبيرة حتى يصلا إلى التباعد على الرغم من اشتياقهما إلى الشعور الجميل الذي كان يسود بينهما في السابق، لذا فهما يحتاجان إلى البوح بدلًا عن الكتمان ورُبما يحتاجان إلى مساعدة خارجية من أي شخص قريب كي يجعلهما يتحدَّثان عمَّا يجري بينهما.
وهناك مقولة متداولة بين النساء: “إذا كانت هناك طاقة حول موضوع ما، فتكلمي بشأنه”، فمن المهم جدًّا مناقشة ما يجري بداخلك من أفكار، لأن تفريغ طاقتك حول موضوع معيَّن يُعدُّ من أساسيات الحياة.
ويمكن أن يكون هناك حوار استكشافي بين الزوجين يُوصلهما إلى التناغم والانسجام، فمن المهم جدًّا تقاسم الاستكشافات مع شريك حياتك لأن الحميمية الحقيقية هي أن تشارك أعمق حقائقك مع شخص ما ويتقبَّلها هو بالحب والسعة، لذا لا تجعل نفسك تتوه في زحام الحياة من دون أن تلتفت إلى مشاركة الأفكار والمشاعر مع شريكك بطريقة حميمية.
أما الحُب فهو (السلوك الروحي)؛ إنه وسيلة رائعة للتعايش في العالم، إنه الشعور الذي يكمن بداخله طاقة واسعة تُشعرنا بالبهجة والنشوة والسعادة.
وتعبيرات كلِّ شخص فينا عن الحب تختلف وتتنوَّع، لذا رُبما نطرح على أنفسنا سؤالًا: “ما الذي يتطلبه الحب؟”.
فالحب ليس هو العطف فقط، بل إنه تعبير فعلي على ذواتنا الحقيقية وجوهرنا الداخلي النقي،
وتمدُّنا التصرفات اللطيفة التي وردت في هذا الكتاب ببعض الخيارات التي تقوِّي الصلة والحب.
تذكَّر أن السعادة هي نتيجة حياتك الروحية، وكلما كنت أكثر تواصلًا مع ذاتك الحقيقية وكلما زادت قدرتك على الحب وتَوسَّع نطاق وعيك، فسوف تصبح قادرًا على الشعور بالسعادة والامتنان، وسوف تجلب لك علاقتك المتعة والرضا لأنك سوف تشعُّ بطاقة كبيرة من الحب والتفاؤل.
الفكرة من كتاب الكلام وحده لا يكفي
إن العلاقة الزوجية تحتاج إلى كثير من ممارسة الأفعال اللطيفة حتى ترتقي وتسمو وتكون سببًا لراحة الزوجين، لذا على كل طرف فيهما أن يتعلَّم كيف يتعامل بلطف ولين وكيف يجعل هذه العلاقة مصدر طاقة وشغف في حياته، ويقدِّم هذا الكتاب بعض الأفعال اللطيفة من المهم جدًّا أن يتدرَّب عليها الزوجان حتى ينعما بالراحة والاستقرار والسلام النفسي.
مؤلف كتاب الكلام وحده لا يكفي
سوزان بيدج: صحفية أمريكية وُلِدت في 12 فبراير 1951 في ويتشيتا بالولايات الأمريكية، وهي مديرة المكتب الانتخابي في واشنطن وقد غطت العديد من الحملات الانتخابية، كما أنها أجرت مقابلات مع آخر تسعة رؤساء للولايات المتحدة.