المسلمون وإسرائيل
المسلمون وإسرائيل
يمثل الصهاينة ظاهرة فريدة في التاريخ السياسي، فلم تكن لهم أرض ولا شعب، ثم أصبحت لهم أرض باغتصاب الأراضي، ولهم شعب بجلب اليهود من أنحاء العالم، ويشهد التاريخ أن قيام الدولة العبرانية ينحصر في مراحل قبل الميلاد ولمدة سبعة عشر قرنًا ميلاديًّا لم يكن لها وجود البتة على أرض فلسطين، فكيف يكون لليهود حق تاريخي؟!
يمثل اليهود الأوروبيون (الإشكناز) غالبية السكان ويتولون المناصب الرفيعة وهم زعماء التوجه المتطرف نحو العرب، بينما يهود الشرق الأوسط يكونون طبقة العمال، فماذا نتوقَّع من دولة قامت على هذه الأسس من الجور والظلم؟! اليهود هم أبرز مثال على النزعة القومية السوداء في أشد صورها تطرفًا، وهم أقطاب العنصرية والإبادات الجماعية بعد أن كانوا هم من يتعرَّضون لها! إنَّ التربية العسكرية المبنية على أن الغاية تبرِّر الوسيلة هي المهيمنة على النظام السياسي والاجتماعي هناك، كما أنها أكثر الدول استهانة وخرقًا للأعراف الدولية، لقد ضربت إسرائيل عُرض الحائط بـ٧٠ قرارًا للأمم المتحدة بشأن قضية فلسطين.
تُعد القدس مدينة فريدة لأنها تحتضن مقدسات الأديان الثلاثة، فمن يقدر على جعلها مفتوحة أمام الجميع؟ نظريًّا وعمليًّا يقدر المسلمون وحدهم، نظريًّا لأنهم من يعترفون بنبوة موسى وعيسى (عليهما السلام)، وعمليًّا لأن القدس تقع في قلب العالم الإسلامي، فقد كانت القدس مفتوحة أمام الأديان الثلاثة إبان الحكم الإسلامي، بينما لم تطأها قدم مسلم ولا يهودي خلال الحكم الصليبي، ولما احتلها اليهود خربوا فيها مقدسات المسلمين والنصارى معًا، إذ إنَّ قوة اليهود نتاج للدعم المتواصل من شتى أنحاء العالم، مقابل الفرقة والضعف في المسلمين، ولم يكن إعلان دولة إسرائيل ذلك الوقت مصادفةً، ولو كان للمسلمين شَوكة لمَا تجرأت اليهود على إقامة دولة في قلب الجسد الإسلامي.
الفكرة من كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
ظهر الركود الحضاري في العالم الإسلامي، والذي يسميه البعض “ليل الإسلام”، منذ الاستعمار الإنجليزي للهند إلى نهاية الحرب العالمية، إلا أن جذوره وأسبابه أبعد من ذلك.
تناقش هذه المقالات القصيرة أسباب تخلُّف الشعوب الإسلامية والتي منها ما يمكن إخضاعه للتحليل والإدراك، ومنها ما هو كامن في قلوب البشر وإرادتهم.
مؤلف كتاب عوائق النهضة الإسلامية.. مجموعة مقالات
علي عزت بيجوفيتش: مفكر وفيلسوف، وأول رئيس لجمهورية البوسنة بعد استقلالها، قاد شعبه للجهاد ضد الصرب ماديًّا ومعنويًّا. وُلد في الثامن من أغسطس عام ١٩٢٥، ووافته المنيَّة في ١٤ أكتوبر عام ٢٠٠٣. حاز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ١٩٩٣.
من أهم مؤلفاته: “الإسلام بين الشرق والغرب”، و”الإعلان الإسلامي”، و”هروبي إلى الحرية”.