المستقبل وآليات الاستشراف
المستقبل وآليات الاستشراف
يقسِّم بعض الباحثين المستقبل إلى عدة أقسام أولها المستقبل المنظور وهو التطوُّر الطبيعي المتوقع كالمعدلات السكانية، فمن السهل توقُّع عدد السكان لبلد ما مستقبلًا بالاعتماد على متوسِّطات الزيادة السكانية، ويأتي في المرتبة الثانية المستقبل غير المنظور وهو ما لا يسير على نسق مُتبع، ولكن يمكن التنبؤ به عبر تحليل المعلومات والأحداث الحالية كدورة حياة المؤسسات من النشأة مرورًا بالازدهار وحتى الأفول والخروج من الأسواق.
أما النوع الثالث من المستقبل فيعتمد على فرضية مؤداها أن التاريخ دائمًا ما يكرِّر نفسه، لذا يمكن توقُّع بعض الأحداث المستقبلية نتيجة الماضي، وهذا كثيرًا ما يحدث في أسواق المال والفقاعات الاقتصادية، بينما قد نرى المستقبل بجانبنا، فما يحدث لبعض الأفراد قد ينتقل إلينا، فإن لم نعتبر بغيرنا قد نصير نحن العبرة يومًا ما، فمن خلال التحليل الواقعي للأحداث الراهنة وفهم الطبيعة المعقَّدة للمشكلات المعاصرة يمكننا استنتاج العلاقات الترابطية وتوقُّع ما يمكن حدوثه مستقبلًا، ويمكن حينها معرفة ما يجب علينا أن نفعله، ومن ثم التموضع الصحيح وفق التحديات المستقبلية.
وهناك العديد من الأساليب والآليات التي يمكن الاستعانة بها في هتك أستار المستقبل عبر مصفوفة من الاحتمالات المستقبلية، فعادةً ما يتم الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في عملية التنبؤ المستقبلي عبر تقنية شهيرة تعرف بـ”نموذج دلفي” عن طريق طرح عدة استبيانات على الخبراء عن الموضوع المراد دراسته والوصول إلى صورة أكثر وضوحًا للمستقبل الممكن أو المرغوب فيه بعد الحصول على أكبر قدر ممكن من آراء الخبراء، كما يتم عمل نماذج محاكاة وخلق ظروف واقعية لبعض الأحداث حتى يتم دراسة وقياس ردود الفعل وتحليل النتائج، ومن ثم بناء العديد من النماذج وتنقيحها للوصول إلى النموذج الأمثل للاعتماد عليه في عملية الاستشراف بالمستقبل، كما تلجأ بعض المؤسسات إلى آلية تحليل المخاطر وعمل سيناريوهات بديلة للتعامل مع الاحتمالات المستقبلية.
الفكرة من كتاب استشراف المستقبل وصناعته
يشهد العالم اليوم إرهاصات بزوغ فجر عصر جديد للبشر، لذا يبدو أننا اليوم في عصر التحولات، وسوف نلحظ العديد من التغيرات في المستقبل، وما يدلِّل على ذلك، تلك التغيرات المتسارعة التي بدأت تتغلغل في كل المجالات البشرية، وهذا ما يجعلنا نسأل أنفسنا: كيف هو المستقبل غدًا؟
هذا بالضبط هو موضوع الكتاب، حيث يوضح أهمية استشراف المستقبل وآلياته، ويدلف مباشرةً نحو التوجُّهات الكبرى المنتظرة بشكل عام، ثم يسلِّط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة المنتظرة، وبشكل أكثر تحديدًا يستعرض أبرز التطبيقات المستقبلية والتي بلا شك ستقلب الحياة رأسًا على عقب!
مؤلف كتاب استشراف المستقبل وصناعته
الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي: كاتب وحاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الصناعية/الإدارة الصناعية تخصُّص إدارة الجودة الشاملة والتخطيط الاستراتيجي من جامعة بيرمنجهام البريطانية، والرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الهنداوي للتميز، ووزير الصناعة والتجارة الأسبق في الحكومة الأردنية الهاشمية.
الدكتور صالح سليم الحموري: مُقيَم ومحكم في التميز المؤسسي EFQM، لديه خبرة أكثر من 25 عامًا في مجال العمل الإداري، ونفَّذ أكثر من 200 دورة تدريبية وورشة عمل في مجالات التميز المؤسسي واستشراف المستقبل.
رولا نايف المعايطة: مدربة معتمدة وحاصلة على شهادة محترف في الموارد البشرية من المعهد الأمريكي للموارد البشرية، ومديرة معتمدة من معهد المديرين الأمريكيين المعتمدين، كما أنها حاصلة على شهادة مدير مشروع معتمد من الجمعية الأمريكية لإدارة البرامج والمشاريع، بالإضافة إلى شهادة مقيِّم ومحكم معتمد من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، وشهادة اختصاص في كتابة تقارير المسؤولية المجتمعية وفقًا لمعايير المبادرة العالمية لإعداد التقارير.