المسبِّبات أم الغايات
المسبِّبات أم الغايات
يربط كل فرد ردود أفعاله أو أفعال أي شخص آخر بأسباب، سواء ذكريات أليمة أو عواطف، وذلك بناءً على مبدأ السببية الذي يدعمه فرويد، فلا بد أن يكون لكل نتيجة سبب، لكن ألفرِد في الجانب الآخر يُنكر تأثير الماضي في الحاضر أو المستقبل، ولا يستخف بتأثير العواطف لكنه يرى أن أي شخص يستطيع التحكم في عواطفه، وأننا نستخدم ذكريات الماضي وعواطفنا لتبرير غايات نريد تحقيقها في الحاضر، فقد يتعرَّض أكثر من شخص لنفس التجربة، ولكن يتخذون ردود أفعال مختلفة بناءً على رغبات مختلفة في الحاضر.
على سبيل المثال: هناك شخص يُفضِّل العُزلة في غرفته عن الانخراط داخل عمل جماعي، من وجهة نظر علم المسببات فهذا الشخص قد يكون تعرَّض للتنمُّر أو العنف الأسري في الماضي، لكن من وجهة نظر علم الغايات فهذا الشخص في الوقت الحاضر قد يكون فاقدًا للثقة بالنفس وسبب عُزلته هو الخوف ورغبته في عدم مواجهة المجتمع.
يرى مؤيدو علم الغايات أن علم المسببات لا يساعد الفرد على التقدُّم خطوة إلى الأمام، فبالنظر إلى الماضي يظل يتمنى لو وُلد من جديد أو يبدأ في مقارنة ماضيه بماضي الآخرين ويرى أنه ضحية، لكن علم الغايات يرى أن نظرة الإنسان إلى العالم وإلى نفسه تنبع من داخله، وأن الماضي لا قيمة له لأننا لا نستطيع السفر إليه عبر الزمن، وعلى الرغم من أن نظرتنا تتكوَّن في بداية حياتنا دون وعي، لأنها تتأثر بالبيئة الأسرية، والهوية، والثقافة، والعرق، فيُمكن تغييرها في الحاضر، إذ إن الجميع بلا استثناء يرغبون في التغيير وقادرون على ذلك، لكنه يظل مجرد رغبة لأنهم يُفضلون البقاء في منطقة الراحة، بدلًا من مواجهة المجهول، فهذا الأمر يتطلَّب شجاعة للمواجهة وعدم السماح للنفس بخلق مبرِّرات للانفعال، أو العُزلة، أو التسويف.
الفكرة من كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
في سن الطفولة، يحلم المرء بلا قيود، ويسعى والداه لإسعاده وتذليل الصعوبات أمامه، لكن بمجرد الوصول إلى سن الرشد، يبدأ الوالدان بالانسحاب، وتظهر المهام والمسؤوليات، وتصبح العلاقات معقدة وتزداد تعقيًدا بمرور الوقت، إضافةً إلى إدراكه لحقائق أليمة كالتمييز والحروب، والتى قد يواجه بعضها لتؤثِّر في سلوكه، أو قد يشعر أنه سجين تطلُّعات الآخرين، ما يجعله قلِقًا طوال الوقت.
كيف يُمكن وسط هذا التعقيد أن يصبح الإنسان سعيدًا، وهل العالم مُعقَّد فعلًا، أم أن هذا التعقيد نابع من ذاتنا، وهل يمكن أن تتغيَّر نظرتنا إلى الحياة بشكل عام، وكيف يُمكن أن نتحرَّر من ذكرياتنا الأليمة وتطلُّعات الآخرين لنصبح سعداء، كل هذا يجيب عنه هذا الكتاب على هيئة حوار فلسفي جدلي على غرار مناظرات سقراط، وبناءً على نظريات الطبيب النفسي النمساوي ألفْرِد أدلر عن الشجاعة.
مؤلف كتاب شجاعة أن تكون غير محبوب: كيف تحرِّر نفسك وتغيِّر حياتك وتحقِّق السعادة الحقيقية
إيشيرو كيشيمي: فيلسوف وعالم نفس ومُترجم للغات الإنجليزية والألمانية، وُلِد بمدينة كيوتو، باليابان عام 1956، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة كيوتو، وقد عمل مستشارًا في Maeda Clinic، وقام بتدريس الفلسفة في مؤسسات مختلفة مثل جامعة كيوتو وجامعة نارا النسائية، ويقوم حاليًّا بتدريس علم النفس التربوي وعلم النفس الإكلينيكي في كلية ميجي للطب الشرقي في سويتا، بأوساكا.
فوميتاكي كوغا: كاتب ياباني محترف حائز على العديد من الجوائز القيِّمة، وُلِد بمدينة فوكوكا عام 1973، وأصدر العديد من الكتب الأكثر مبيعًا في مجال الأعمال، وقد تأثَّر في نهاية العشرينيات من عمره بعلم النفس الفردي القائم على نظريات ألفريد أدلر، وتلقَّى خلاصة علم النفس الفردي من إيشيرو كيشيمي.
نُشِر هذا الكتاب عام 2013، وأصبح من ضمن الكتب الأكثر مبيعًا، لذلك قرَّر المؤلفان تكرار التجربة، وتأليف كتاب آخر معًا تم نشره عام 2016 تحت عنوان:
The Courage to be Happy : True Contentment Is In Your Power.
معلومات عن المترجم:
مصطفى الورياغلي: روائي وناقد ومُترجم مغربي، حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية تخصص الأدب العربي الحديث عام 2005، وقد ألف عددًا من الروايات، منها:
أبواب الفجر.
جنة الأرض.
وقد قام بترجمة عدَّة أعمال، منها:
حان الوقت لإضاءة النجوم من جديد.
فتاة الأمس.