المسببات التي أدت إلى ظهور العلاقات المعولمة
المسببات التي أدت إلى ظهور العلاقات المعولمة
توجد سلسلة من المسببات أدَّت إلى تغيير الثوابت المتعلقة بالحب والأسرة على النحو التالي: أولًا “تغيير القوانين” التي كانت تمنع اختلاط شخصين مختلفين سواء في الدين أم العرق أم اللون، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت قوانينها، حتى وقت قريب، تمنع الزواج بين البيض والسود. ثانيًا “الارتباط والتشابك الاقتصادي بين دول العالم”، ما أدى إلى توزيع العمل بين الدول وهجرة العمّال من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية. ثالثًا “السياحة” التي أتاحت التلاقي بين الأشخاص المختلفين سواء جغرافيًّا أم اجتماعيًّا أم ثقافيًّا أم عِرقيًّا. رابعًا “الإنترنت” الذي جعل التواصل بين جميع الأجناس والأعراق والثقافات بالغ السهولة واليسر.
ونتيجة لهذه الأسباب وُجدت الفرص، وأينما وُجدت الفرص نشأت العلاقات واشتعلت شرارة الحب على الفور، ويتجلّى ذلك بوضوح في ما يتعلق بظاهرة “البحث عن شريك” عبر الإنترنت، تلك الظاهرة التي فصلت بين الحب والجسد، ومن ثمَّ أصبح الحب براجماتيًّا يعتمد على تقييم الشريك بالعقل فقط، وأمام هذه العلاقات الجديدة تتباين الآراء، فبعض الناس يؤيدها ويراها الطريق نحو السلام بين الشعوب، وبعضهم الآخر يحاربها باعتبارها مهددة لنقاء العرق وخيانة للأمة، وبين هذا وذاك نجد أن الشركاء المختلفين يقولون جملة واحدة، “نحن كبقية الناس ولا شيء يميزنا منهم”، ولهم حججهم المقنعة التي يجب عدم التقليل منها، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نقلل من ازدواجية الحياة التي يعيشونها بسبب اختلاف العِرق أو الثقافة أو الدين أو البلد أو اللغة، أو حتى طرائق التفكير والأذواق، ومن ثمَّ فإن أي علاقة تجمع بين شريكين مختلفين تحمل ضمنيًّا معنى التحدي والمخاطرة والمغامرة.
الفكرة من كتاب الحب عن بُعد.. أنماط حياتية في عصر العولمة
يتناول المؤلفان العلاقات العاطفية التي تمتد عبر البلاد والقارات وتفصل بينها المسافة الجغرافية، العلاقات المبنية على التوافق وعدم التوافق، واختلاف اللغة والنظم السياسية والقانونية، مُستعرضين الحب عن بُعد أو الحب النائي، ومتطرقين إلى فوضى الحب حول العالم مبينين جميع صور الحب والعلاقات النائية التي خلقتها التكنولوجيا، ويوضحان أن العلاقات التقليدية والأسر الكلاسيكية التي سيطرت على العالم خلال القرون الماضية أصبحت على شفا الأُفول، لتحل محلها العلاقات والأسر المعولمة التي صار فيها الحبيب هو البعيد الداني، وليس القريب الحاضر.
مؤلف كتاب الحب عن بُعد.. أنماط حياتية في عصر العولمة
أولريش بك : عالم اجتماع ألماني، ومُدير معهد العلوم الاجتماعية في جامعة ميونخ الألمانية، ويُدرِّس في الوقت نفسه في جامعة “London school of Economics”، كما أنه عضو في لجنة حكومية تهتم بشؤون المستقبل بمقاطعة بافاريا الألمانية، من مؤلفاته التي تُرجمت:
ما هي العولمة؟
هذا العالم الجديد.. رؤية مجتمع المواطنة العالمية.
وإليزابيث بك : عالمة اجتماع ألمانية، درست علم الاجتماع وعلم النفس في جامعة ميونخ بألمانيا، حاصلة على درجة الأستاذية من جامعة (إرلانجن – نورمبرج)، وهي أرملة عالم الاجتماع “أولريش بك”، من مؤلفاتها:
Individualization: institutionalized individualism and its social and political consequences.
Reinventing the family: in search of new lifestyles.
معلومات عن المترجم:
حسام الدين بدر: كاتب ومترجم مصري، من ترجماته:
الزمن المختوم.. حالة الركود في العالم الإسلامي.
أحلام الخليفة.. الأحلام وتعبيرها في الثقافة الإسلامية.