المسؤولية (قانون الدب)
المسؤولية (قانون الدب)
يُحكى أن اثنين كانا يتسلَّقان جبلًا ففوجئا بدبٍّ بنيٍّ ضخم، وفي غمرة الرعب والصدمة قام أحدهما بلبس حذاء الركض، فسأله صديقه هل يظن أن باستطاعته أن يسبق الدب فأجابه: “أنا لا أريد أن أسبق الدب، بل أريد أن أسبقك أنت”!
كثيرون منا يأخذون دور المتسلِّق الأول في حياتهم، فهم يهربون من المواقف الصعبة ويربطون نجاتهم بتجاوز الآخرين الذين قد يقعون ضحية لهذا الهروب، وهذا يحدث على كثير من المستويات، والمهم أن تسلم أنت حتى لو وقع الآخرون في الفخ!
فالأبناء لا ينظِّفون غرفتهم لأن هناك من سينظِّفها خلفهم، ولا يسعون إلى كسب المال أو حتى الحفاظ عليه لأن هناك من سيعمل ويحضر المزيد، أما الآباء فبإمكانهم الانشغال عن الأطفال لساعات طويلة تاركين المسؤولية للمربية أو للمعلم ليقوم بدورهم في التربية، يمكن أن نقدم راحتنا ورفاهيتنا أو شعورنا بالإنجاز على المسؤولية الحقيقية المنوط بنا احتمالها من رعاية للأطفال ومباشرة لأمورهم، وحقيقة الأمر أن تقليل عدد ساعات العمل والمشاركة في الأعمال المنزلية والاعتماد على النفس دليل مسؤولية وحب متبادل ينتقل إلى الأبناء بدوره، فقانون الدب هو قانون المسؤولية، مسؤوليتنا كآباء وأمهات تجاه أطفالنا، وكذا تباعًا مسؤولية الأطفال تجاه أسرتهم.
فأنت حين تحمِّل طفلك المسؤولية فإنه ينشأ بشكل ناضج ومستقل، وأنت بذلك تقدِّم لطفلك أكبر دليل على أنك تحترمه، ولا بدَّ من مناقشة مفهوم المسؤولية مع الأطفال، بما في ذلك المسؤولية المالية والمشاركة المناسبة في ضبط ميزانية البيت، ومن الأمور التي تعزِّز لدى الأطفال الحس بالمسؤولية مشاركتهم في الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين فيدركون أن لهم دورًا في رفع الأذى عن الآخرين، وتجاه الإنسانية.
الفكرة من كتاب بناء شخصية الأطفال
إذا كان لديك طفل واعتنيت بدروسه والرياضات التي يلعبها ودروس الموسيقى التي يحضرها، وأدخلته أفضل مدرسة ثم أفضل جامعة، فهل تكون بذلك قد ربَّيته على نحو جيد؟
إن ما فعلته مع هذا الطفل لم يكن تربيةً، بل تنظيمٌ لحياته، وكثيرٌ من الآباء ينجحون في هذا التنظيم في حين يفشلون في التربية، والفارق أن التربية عملية قلبية وعقلية تضفي معاني الدفء والالتزام والثناء على التنظيم والمواعيد المهمة في حياة أطفالنا.
ويعرِّف المؤلفان التربية أنها: “الاستخدام الدافئ والحكيم للحب”، ويستعرضان من خلال كتابهما تسع قواعد من أجل بناء أطفال أسوياء في مناخ أسري صحي.
مؤلف كتاب بناء شخصية الأطفال
ليندا وريتشارد آير: محاضران دوليان، معيَّنان في البيت الأبيض كخبراء في مسائل الأسرة، ومؤسِّسان للمنظمة العالمية للآباء والأمهات، وهما زوجان، أب وأم لتسعة أبناء.
ألَّفا أكثر من 12 كتابًا في التربية منها:
علِّم أطفالك القيم.
توازن الحياة، أم الأطفال المرحة.
كيف تتحاور مع طفلك عن الجنس.
ثلاث خطوات للوصول إلى أسرة قوية.