المسؤولية
المسؤولية
تُعرَّف المسؤولية بأنَّها التزام الشخص بما يصدر عنه من قول، أو فعل، وتحمُّل نتائج أفعاله التي يقوم بها باختياره، مع علمه المسبق بنتائجها، سواء أكانت أفعالًا جيِّدة، أم أفعالًا سيِّئة.
ومعرفة الشخص المسبقة بضرورة تحمُّله لعواقب الأمور إلى تمهُّله عند الاختيار والوقوف لتمييز الجيد من السيئ من الخيارات، فهذا سيطوِّر من قدراته ويزيد من قدرته على التغيير في حياته إلى الأفضل، لكن عندما يعزو مشاعره وسلوكه إلى مواقف الآخرين أو ظروف الحياة، فهو يقضي على نفسه بألا يتعلم وألا ينمو، لأنه وضع نفسه خارج إطار الحياة الواقعية.
نعم هناك جزء خارج إطار قدرته وتأثيره ولا حكم له فيه، باعتبار تداخل العلاقات وظروف الحياة الخارجة عنه لكن ليس هذا هو الجزء الأكبر، فما زال الحيز الأكبر من مساحة التأثير راجعًا إلى قراره ومسؤوليته.
ومن أسباب الاتكاليَّة: الاعتماد على الآخرين وعدم تحمل المسؤولية، وضعف الوازع الديني، فالقلب الممتلئ بالإيمان يعلم بأنَّه يجب عليه القيام بالمسؤوليات المفروضة عليه، وذلك لأنَّه يعلم أنَّه مراقب من قِبل الله (عز وجل)، وكذلك قلَّة الهمَّة، حيث الكسل وعدم الرغبة في وجود مسؤوليات على الرغم من سهولتها، وكذلك تربية الطفل على الاعتماد على الوالدين في كلِّ شيء يفقده الثقة بذاته ويحول بينه وبين تحمل مسؤولياته، ومن أسبابها كذلك الافتقار إلى التقدير، فالشخص المسؤول حين لا يرى تقديرًا لما يقوم به من الممكن أن يُهملَ على نحو متعمَّد في مسؤولياته.
الفكرة من كتاب السعادة تنبع من الداخل
هل السعادة حقًّا في متناول الجميع -كما يقولون- وأن علينا أن نبحث عنها في داخلنا وليس في الخارج، وهل على كلٍّّ منَّا أن يتحمَّل المسؤولية كاملة عن تحقيق سعادته، لذا عندما نبحث عن سعادتنا من خلال الآخرين أو الأشياء نكون في توجُّه خاطئ، فالسعادة التي تستمرُّ لا بدَّ أن تنبع من الداخل؟! أم أنها ليست هدفًا بحدِّ ذاتها، بل هي نتيجة لأمور أخرى نسعى إليها؟
في هذا الكتاب يوضح المؤلف مفهوم السعادة والأسبابَ الكامنة وراء منغِصات الحياة، منتقلًا إلى الحديث عن الإنسان الذي يختبر السعادة في حياته، وما السبيل إلى ذلك.
مؤلف كتاب السعادة تنبع من الداخل
جان باول اليسوعي: كاتب ألماني واسمه الحقيقي يوهان باول فريدريش ريشتر، ولد عام 1763 في فونزيدل، كان ابنًا لأحد المدرسين وعاش في ظروف شديدة الفقر، وتُوفِّي والده مبكرًا، وكان من المفترض أن يدرس جان باول علم اللاهوت في لايبزغ، إلا أنه اتجه إلى الكتابة والتأليف، وبعد فترة إعداد طويلة ورفض دور النشر لأعماله، كتب جان باول أعمالًا جعلته مشهورًا لسنوات قليلة، وأهمها: “سر البقاء في الحب”، و”لماذ أخشى أن أقول لك من أنا”، و”حب بلا شروط”.
وعندما كتب أحب أعماله إلى قلبه “تيتان.. سنوات المراهقة” لم يجد نجاحًا يُذكر، فاعتزل الحياة وعاش على هامشها إلى أن تُوفِّي في الثانية والستين من عمره في عام 1825 في بايرويت.