المسألة التربوية
المسألة التربوية
تعني المسألة التربوية أن النفس البشرية تتأثَّر بالمسموع والمنظور، مما يجعل أهل التأثير في سعي دائم لتجويد ما يقدمون، وإلا عفَّى عليهم الزمن، إلى جانب ربط مناظر خاصة بما يسعون إلى نشره من عقيدة، أو فكر، وكل صناع الحياة يستطيعون الانطلاق من هنا لترك بصمتهم الخاصة في الحياة العامة، والشرط في ذلك أن يكون الشخص مبدعًا ناسجًا على غير مثال، مجتهدًا في البحث، إبداعه مستعصٍ على الوصف، أحيانًا يجدد وأحيانًا يتمرد، ساعيًا إلى نشر فكره وعقيدته بما يتاح له من وسائل.
وقد يطرح صانع الحياة سؤالًا محيرًا، وهو أن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: “الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة”، فكيف لي أن أخرج من هذا الوصف؟ كيف لي أن أبدع، وأطلق طاقتي؟ ولا أكون من المتكاسلين؟
وجواب هذا أن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: (الناس كإبل مائة)، ولم يقل (الدعاة) أو (العلماء) أو (المبدعون)، بل قال (الناس)، ونحن لسنا الناس، نحن أصحاب رسالة، ونبتغي ترك الأثر فكيف نسوي أنفسنا بالغافل اللاهي؟ كما أن نظرية الحياة تتيح لك اختيار ما تراه مناسبًا لقدراتك حتى تبدع، وتنطلق فيه، ولا تحصرك في نطاق واحد، فالحرية تربي وتطلب الطاقة، والمال يساعد، ويفتح أبوابًا لا تتاح للفقير، فإن عملنا لتطبيق هذه النظرية، وساعد بعضنا بعضًا، ورفعنا من شأن دعوتنا لأتيحت الظروف لكل شخص لتنمية قدراته ضمن الإطار الكلي للتنمية.
الفكرة من كتاب صناعة الحياة
تعني نظرية صناعة الحياة أننا ننظر إلى إدارة الحياة على أنها (صنعة)، لها فنونها الخاصة، وتنميها الخبرة المكتسبة إذا تراكمت، وتستلزم مهارة، ونحن نريد تسيير الحياة في تيار واحد، ولجعل هذا التيار يصب في الوادي الإسلامي فعلينا معرفة خصائص البشر الفطرية وأسرار علاقاتهم، وهي في خلاصتها تنبيه على ضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية، والأمور المالية، فيخبرنا الكاتب عن مضمون هذه النظرية، وكيف نعد هؤلاء الصناع، وكيف نختارهم، وندربهم لرفع راية دينهم، مسترشدًا بالقوانين الثابتة في الكون وبأعمال السابقين.
ويخبرنا أنه من الممكن تقسيم الحياة لخططٍ متدرجة، فيكون الخط الأمامي لما يلهب مشاعر الناس، ويحركهم، يليه خط امتداد خلفي من صناع الحياة، ثم خط تركيز خلفي ثانٍ تمثله التربية الأسرية، وخط تطوير ثالث يمثله البناء التخصصي لصناع حياة جدد، فنكون بهذا علقنا الظاهرة الدعوية بالظواهر الكونية القدرية، كالولاء والقدر.
مؤلف كتاب صناعة الحياة
محمد أحمد الراشد: كاتب وداعية إسلامي، ولد في الثامن من يوليو، عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية وثلاثين، درس في كلية الحقوق، وتتلمذ على يد الكثير من علماء بغداد، وهاجر بعد حرب الخليج الثانية إلى أوروبا، ويعتبر من أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، فهو مؤلف العديد من الكتب التي تحاول أن تجمع روح الحركة مع العلم الإسلامي ونوع من الروحانيات وتأكيد الأخلاق الإسلامية، وكتبه خليط مميز من الأدب والفقه.
ومن مؤلفاته:
فقه الحياة.
آفاق الجمال.
سلطان الإيمان.
صراطنا المستقيم.