المزيفون
المزيفون
تطرَّق الكاتب إلى عرض بعض المثقفين المزيفين مثلما عرض طرقهم في الكذب من خلال وسائل الإعلام، بل وطرق يستخدمونها لينشروا تزييفهم بين الجمهور، وقد سماهم الكاتب (محتالين)، ومن هؤلاء ألكسندر آدلر، وهو مؤرخ وصحفي فرنسي ولد عام 1950 وعمل صحفيًّا لدى صحيفة لو فيغارو وصحيفة ليبراسيون، وهو صاحب ذاكرة قوية ويسجل كل الأحداث التي يمر بها، وكان راويًا متميزًا حتى أنه كان يقصُّ حديثًا كاملًا بين رؤساء دول كبرى، وهو لم يكن من الحضور لكنه تمتع بثقة عالية بالنفس وتحكم قوي بالعبارات، كما أن المزيفين أصحاب ظواهر جذابة وشخصيات تثق بنفسها وبكلماتها، ما جعلهم يظهرون أكثر صدقًا دون التأكد مما يقولون، كما أن آدلر تلقى تعليمًا ماركسيًّا ولديه خيال واسع واستطاع جذب الجمهور والسياسيين الكبار إليه، ودائمًا يقف مع المُرجح لهم الفوز بالانتخابات الرئاسية، فكان منضمًّا إلى شيراك بعدما كان مع شوفينمان وغيرهما، ولم يستطع انتقاد شيراك على الرغم من أفعاله حول الشرق الأوسط التي ناقضت أفكار آدلر شخصيًّا، فهو دائمًا يتنبَّأ بما يستحيل وقوعه لكن لفت النظر حوله يستحق منه أن يفعل مثلما قال، فلم يتوقع حرب العراق ووقعت، وتوقَّع تحالف تركيا مع إيران مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأخبرنا أن روسيا ستنضم إلى أمريكا وتكون حليفة مؤيدة لها ولم يحدث، كما أنه كان يكرر الإشاعات دون التأكد من صحتها متلاعبًا بالكلمات التي يصوغها في العرض وشرحه للأحداث، وقد صدر له كتاب “شهدتُ نهاية العالم القديم”، وهو كتاب مُحمَّل بالقصص التي لا أساس لها من الصحة السياسية ومضحكة، لكنه حقَّق نجاحًا كبيرًا في المكتبات وبين وسائل الإعلام وحصل على جائزة الكتاب السياسي، على الرغم من أن آدلر لديه مواهب متعددة وذكي وذاكرته قوية ولديه إمكانيات في الكتابة والحديث جذابة ومتميزة فإنه يفتقر إلى النزاهة والصدق، وقد ضيَّع موهبته، فلو كان تحلَّى بمميزات المثقف الملتزم لترك أثرًا كبيرًا صادقًا بالفعل.
الفكرة من كتاب المثقفون المزيفون ..النصر الإعلامي لخبراء الكذب
مُلخَّص كتاب “المثقفون المزيفون (النصر الإعلامي لخبراء الكذب)” من أخضر دوت كوم، لمؤلفه بسكال بونيفاس، ترجمة روز مخلوف.
هل الغاية تُبرِّر الوسيلة؟ هذا السؤال الشائك الذي نستدعيه أثناء تبريرنا لكل فعل في الغالب ما يكون خطأ أو بشكل غير أخلاقي، وفي عصر التكنولوجيا الحديثة كان أكثر منفذ للمعلومات ونشر الفكر والأخلاق هو الإعلام من برامج تلفزيونية أو مواقع التواصل الاجتماعي، ونشأ عنها مسمى جديد ووظيفة لعدة أشخاص يعرفون بأنهم خبراء أو استراتيجيون والفئة العليا هي المثقفون، مما جعلهم الأشخاص الأكثر ثقة وأيضًا الأخطر على الإطلاق، فالثقة هنا أننا نستمع إليهم بإنصات ونأخذ منهم دون تشكيك، والخطير أنهم قد يستخدمون وسائل مزيفة أو يكذبون ليخدموا فئة معينة ضد أخرى دون أي نزاهة أخلاقية أو ضوابط فقط لمصالحهم والحصول على مكانة معينة قد تكون اجتماعية أو سياسية أو مادية وغيرها، أما المثقفون فهم الفئة الأرقى التي تخدم المجتمع ومصالح أفراده بالدفاع عنهم، وهذا الكتاب يدور حول ماهية المثقفين والخبراء وكيف وصلوا من مرحلة إظهار الحق إلى الزيف الظاهري لمصالحهم
مؤلف كتاب المثقفون المزيفون ..النصر الإعلامي لخبراء الكذب
بسكال بونيفاس: هو أحد أبرز المحللين الاستراتيجيين الفرنسيين، وهو حاصل على دكتوراه في القانون الدولي العام، وهو مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، وحاصل على عدة جوائز منها (وسام جوقة الشرف من رتبة فارس)، ومن كتبه: “فهم العالم”، و”لماذا كل هذه الكراهية؟”، وكتاب “من يجرؤ على نقد إسرائيل؟”، و”فرنسا ضد الإمبراطورية”، و”حروب المستقبل”، و”دروس 11 سبتمبر”، و”هل لا تزال فرنسا قوة عظمى؟”.
معلومات عن المُترجمة:
روز مخلوف: مترجمة من سوريا اللاذقية، خريجة الأدب الفرنسي من جامعة دمشق، وترجمت عدة كتب مهمة لكُتاب عديدة مثل ميلان كونديرا وأنطون تشيخوف وبسكال بونيفاس منها: “الخلود”، و”الراهبة”، و”فالس الوداع”، و”بيريرا يدعي”.