المزايا والخصائص
المزايا والخصائص
بماذا تتميَّز الفروق الفردية لا بد أن يكون لها بعض الخصائص المميِّزة، والتي ترتبط نوعًا ما بالأنواع التي ذكرناها في الفقرة الماضية، ومن ذلك أنها كمية وليست نوعية، بمعنى أن الناس جميعًا لديهم نفس القدرات، ولكن الفروق تكون في التفاوت في درجة تلك القدرات أو نسبتها من شخص إلى آخر، أما الميزة الأخرى فهي أن هذه النسبة أو الفارق بين شخص وآخر في مدى توافر هذه الصفة أو وجودها بنسبة قليلة أقرب ما تكون إلى العدم فيما يُسمى بمدى الفروق الفردية، وهذا المدى يمثل الفرق بين أعلى درجة لوجود أي قدرة وأقل درجة لها مضافًا إليه واحدًا صحيحًا كما يذكر الكاتب، هذا المدى يصبح واسعًا جدًّا فيما يتعلَّق بالفروق الفردية في الشخصية، ويضيق عندما يتعلَّق الأمر بالفروق الجسدية، والخاصية الثالثة هي معدل ثبات الفروق الفردية مع الوقت، ومن الملاحظ أن الثبات في الصفات العقلية أكبر من الصفات الانفعالية لتأثير بعض العوامل فيها، والميزة الأخيرة أن الفروق الفردية تتأثر بعمر الفرد وتختلف في كل مرحلة عن الأخرى.
الصفات الانفعالية أو المتعلقة بالشخصية تحصل فيها تغيرات كبيرة مع الوقت، إلا إنه يمكن أن تدخل فيها أيضًا القدرات العقلية وفقًا لهذا التعريف، فمثلًا: الشخصية هي الإطار الخاص بالفرد الذي تنتظم فيه طبيعته الجسمية والعقلية والنفسية وخبراته وقدراته وما اكتسبه من أفكار ومعتقدات… والتي تتفاعل فيما بينها في مواجهة المثيرات المختلفة، مؤديةً استجابات خاصة تدل على الكيفية الفريدة التي يتعامل بها وتميزه عن غيره”، هذا التعريف ربما يكون هو أشمل تعريف للشخصية، من حيث التوصيف ومن حيث التأثر والاستجابة، والشخصية من أبرز ما يدلنا على وجود فوارق واضحة بين الأفراد نجدها في الانفعالات، وفي السمات المميزة، وفي الخبرات والمهارات، ويدخل فيها أيضًا المستوى الدراسي والتحصيل ونحو ذلك، وهذا الأخير مما يركز عليه العلماء ويصب في نفع التربويين والمعلمين من باب وصف سلوك الطلاب وفهم العوامل المؤثرة في عملية التحصيل والتفاعل الدراسي لمساعدة الطلاب أنفسهم ومساعدة المعلمين والتربويين في الانتباه لتلك العوامل والعمل على التقليل من آثارها، بل ومعالجتها.
الفكرة من كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
خلق الله الإنسان كائنًا فريدًا متميزًا عن سائر خلقه، بل إن ما أودعه الله فيه من عجائب الخلق والتكوين لهو آية من آيات الله التي أُمِرنا بالتأمل والتفكُّر فيها، بدايةً من اختلاف بصمات الأصابع إلى ما يجول في الصدور من خواطر وما يعترك فيها من انفعالات تنتج سلوكًا يتميَّز به كل فرد عن الآخر، وقد حاول العلماء أن يدرسوا ما الذي يمكن أن يؤثر في تلك الفروق التي تتنوَّع بين فرد وآخر، لا.. بل بين مجتمع وجاره وبين جنس ونقيضه! وهل هناك ما يمكن السيطرة عليه وتوجيهه لتحسين تلك الفروق؟ هل هناك أصلًا فروق بحاجة إلى أن تتحسَّن، ولماذا يُخضِعون البشر لمقاييس واختبارات ومعايير معينة؟ هل يجب أن نكون نسخًا وفق معيار واحد، أم أن هذه الفروق هي ما يميزنا كبشر أصلًا! تعالَ نطلع معًا على هذا الكتاب لعلَّه يجيبنا عن بعض هذه الأسئلة.
مؤلف كتاب سيكولوجية الفروق الفردية: علم النفس الفارقي
أسعد شريف الإمارة: عراقي الأصل، أستاذ جامعي وباحث سيكولوجي، حاصل على ليسانس علم النفس، وماجستير في علم النفس والإرشاد، ودكتوراه في الإرشاد والصحة النفسية، له كتابات ومؤلفات في هذا المجال، ومنها:
سيكولوجية الشخصية.
علم نفس الشواذ.
أسئلة نفسية حائرة.