المرونة
المرونة
تتفاوت درجة المرونة من شخص إلى آخر، فالشخص ذو المستوى المنخفض من المرونة، يريد القيام بعمل جيد ويريد أن يكون محبوبًا وناجحًا، لكنه يشعر بالقلق من الأخطاء، ويشعر بالضيق من أخطاء الماضي، ويتزايد قلقه تحت الضغط كوجود موعد نهائي للعمل أو شخص يراقبه، وهذا القلق يكون مفيدًا في بعض الأحيان، كإدراك نقاط ضعفه والعمل على تحسينها، كما أنه شخص قابل لرصد المشاكل المحتمل حدوثها، ويتمتَّع بعين ناقدة، ويمكنه وأد الأفكار والمبادرات وهي لا تزال في مهدها، ودائمًا ما يرغب في تقليل مستوى القلق، لكن محاولاته تفشل، فهو ألد أعدائه، إذ يوجه النقد إلى ذاته أكثر مما يفعل الآخرون، ويهتم بعمله وأسرته والعالم، أكثر من أي شخص آخر، ألن يكون من الجيد وضع مشاعره القلقة تحت السيطرة؟!
وعلى النقيض فالشخص ذو المستوى المرتفع من المرونة، نجده شخصًا هادئًا ومتزنًا وذا أعصاب باردة، لا يخرج عن هدوئه بسهولة، قوي أمام النقد، فمن الصعب عليه أن يبكي، ويمكنه تحمل الضغط والاستمتاع في توجيهه، وباستطاعته المحافظة على رزانته والتحكُّم في عواطفه في أسوأ الظروف، ينظر إلى العالم على أنه مكان لطيف، ويرى أن معظم التحديات التي تواجهنا ليست بالأمر الجلل، وهو ليس ممَّن يتمعَّنون في عيوب أو أخطاء الماضي، ولا يرى داعيًا للقلق؛ فالحياة قصيرة للغاية.
الفكرة من كتاب الشخصية.. كيف تطلق قواك الخفية
دائمًا ما نتساءل لِم ينجح أشخاص معينون دونًا عن غيرهم، وكيف حقَّقوا تلك النجاحات الباهرة، والإجابة غاية في السهولة، وهي لأنهم يعرفون من هم، ويفهمون نقاط قوتهم وضعفهم، إذ سعوا وراء الأنشطة التي تتماشى مع مهاراتهم الشخصية، وعملوا على نقاط ضعفهم وتجنُّب المواقف التي تعرِّضهم لها، وبدل الخوض في الطريق القديم الذي استخدمه الكثيرون، سلكوا منحنًى آخر ليجعلوا من وظائفهم أمرًا فريدًا من نوعه.
مؤلف كتاب الشخصية.. كيف تطلق قواك الخفية
روب يونج: طبيب نفسي بريطاني، حصل على بكالوريوس علم النفس من جامعة “University of Bristol”، والدكتوراه من “King’s College London, University of London”، وهو طبيب نفسي قانوني وزميل مشارك في جمعية علم النفس البريطانية، ويعمل مديرًا للشركة الاستثمارية القيادية “Talentspace”، كما أنه متحدث في الأعمال، ومؤلف عدد من الكتب في مجال الإدارة، ونشر كثير من البحوث والدراسات عن الشخصية والفروق الفردية في مجلات أكاديمية، وله عمود في الصحيفة البريطانية “The Daily Telegraph”.