المرحلة الرابعة.. الاستثمار
المرحلة الرابعة.. الاستثمار
المرحلة الرابعة والأخيرة هي الاستثمار، فقبل أن يُطور المستخدمون روابط ذهنية تجعلهم يستخدمون المنتج بشكل تلقائي، عليهم أولًا أن يستثمروا في المنتج بوقتهم وجهدهم، وهذا الاستثمار يجعلهم يزدادون تقديرًا للمنتج لأننا نُقدر جهودنا تقديرًا مبالغًا فيه، والهدف من هذه المرحلة يتمثل في جعل المستخدم يدرك أن الخدمة ستتحسن مع استثماره الشخصي فيها.
يعتمد هذا الهدف على مبدأ تخزين القيمة، إذ تستفيد التكنولوجيا من استثمارات المستخدمين فيها، وكلما أضاف المستخدم قيمة إلى المنتج، زاد احتمال استخدامه لها مرة أخرى. وتأتي تلك القيمة في أشكال متنوعة؛ أول نوع يتمثل في المحتوى، فمثلًا في كل مرة يستمع المستخدم إلى الأغاني على تطبيق سبوتيفاي، يقترح التطبيق أغاني تتوافق مع ذوقه. ومن ثم يرفض المستخدم ترك التطبيق الذي يعرف ذوقه جيدًا.
ثاني نوع متعلق باستثمار البيانات والمعلومات الشخصية، كما يحدث في موقع “لينكد إن”، إذ اكتُشف أنه كلما وضع المستخدمون معلوماتهم الشخصية على الموقع شعروا بالمزيد من الالتزام نحوه. وثالث نوع من أشكال القيمة المخزنة يتمثل في عدد المتابعين، فيصعب على المستخدمين أصحاب المتابعين الكُثر ترك الخدمة التي يوجد عليها متابعوهم والبدء من جديد في خدمة أخرى.
أما رابع نوع فيتمثل في السمعة، وتظهر أهميتها في مواقع التجارة الإلكترونية مثل إي باي، حين يكون على البائعين والمشترين الحفاظ على سمعتهم للحصول على تقييمات عالية. وآخر نوع يتمثل في المهارة، فاستثمار الوقت والجهد في تعلم استخدام المنتج يجعل المستخدم يرتبط به.
كما تستفيد التكنولوجيا من السلوك الذي مارسه المستخدم في هذه المرحلة بالأخص، حتى تُقدم له محفزًا خارجيًّا في المستقبل؛ على سبيل المثال عندما يُعجب المستخدم بصورة على موقع بنترست، هو بذلك يمنح الموقع بيانات تساعده على إرسال إشعار بمحتوى مشابه للذي أُعجب به حتى يزور الموقع مرة أخرى.
الفكرة من كتاب استراتيجية التعلق: كيف تبني منتجات تولد عادات عند المستهلك
دعني أسألك،كم مرة قلت إنك ستتصفح الفيسبوك لمدة خمس دقائق فقط لتكتشف أنه مرت ساعة وأكثر؟ الحقيقة أنك لست وحدك، فقد تسلل سلوك تصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلى الروتين اليومي لملايين من الناس، وهذا يرجع إلى قدرة هذه التقنيات على تكوين عادة لدينا لاستخدام منتجاتها بشكل تلقائي، والآن السؤال الذي يطرح نفسه هو “كيف؟”.
يُجيب الكاتب نير إيال عن هذا السؤال في كتابه بعد دراسة كبيرة وتعامل مباشر مع أكبر الشركات التقنية في العالم، استخلص منها الكيفية التي تكمن في ما أسماه “استراتيجية التعلق” ومراحلها الأربعة التي سيشرحها بالتفصيل.
مؤلف كتاب استراتيجية التعلق: كيف تبني منتجات تولد عادات عند المستهلك
نير إيال: كاتب ومحاضر ومستثمر أمريكي، حصل على درجة البكالوريوس من جامعة إيموري ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، وعمل مستشارًا في تصميم المنتجات لعدد من الشركات الكبرى.
من أعماله:
Indistractable: How to Control Your Attention and Choose Your Life
معلومات عن المترجم:
ألان علم الدين: ترجم العديد من الأعمال، من أبرزها:
تحويل الابتكار إلى أموال.
قاعدة الثلاث دقائق.