المرجعيةُ الشخصيةُ والحكمُ على الأُمور
المرجعيةُ الشخصيةُ والحكمُ على الأُمور
إنّ عقلَنَا مُهيئٌ دائمًا للتفاؤل، حتى عندما لا تكونُ هناك ضماناتٌ لتحقيقِ نتائجَ جيدة. التفاؤلُ يعطينا انطباعًا بأنّ لدينا سيطرةً كبيرةً على الموقف، وهذا قد لا يكون صحيحًا. هذا الشعورُ بالتفاؤل الوهميِ، سيعيقُ قدرتَنا العقلانيةَ على حسابِ المخاطر، وسيمنعُنَا من التعلُّمِ من أخطاءِ الماضي، أو من مشورةِ الخبراءِ في هذا المَجَال، على الرُغم من أنّ الموضوعيةَ هنا، كانت ستساعدُنَا على اتخاذِ قراراتٍ جيدةٍ، والحكمِ على الأمور بشكلٍ صحيح.
لملاحظةِ كيف أن النظرَ إلى الموقفِ بطريقةٍ موضوعيةٍ بحتة، يمكنُ أنْ يُغيرَ وجهةَ نظرِنا. تخيلْ أنَّ شخصًا ما يكسبُ 100 دولار في الأسبوع، قد خَسِرَ لتوهِ 50 دولارًا. ال 50 دولارًا ستمثلُ خَسَارةً كبيرةً له.
لكن، إذا فقدَ شخصٌ يكْسَبُ 30000 دولارٍ في الأسبوع نفس المبلغ، الـ 50 دولارًا، فستكونُ هذه الخَسَارةُ ضئيلةً نِسبيًا.
بسببِ تغيُّرِ مرجعيةِ الأشخاصِ، تَغَيّرَ الموقف. ما تحتاجُ إلى تعلُّمِهِ هو أنه لا ينبغي دائمًا استخدامُ المنطقِ والحقائقِ البحتَةِ للتوصلِ إلى استنتاجاتٍ أو أحكام. يجبُ أيضًا مراعاةُ ظروفِ الشخص ومِزَاجِهِ والعوامِلِ الأخرى.
الفكرة من كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
في هذا الكتاب، يشرحُ عالِمُ النفسِ، الحائزُ على جائزةِ نوبل في الاقتصاد “دانييل كانيمان” طريقةَ عملِ عُقُولِنَا، وكيف يعملُ النظامان اللذان يوجّهانِ أفكارَنا. وَفقًا للكاتب، فإن فَهْمَ كيفيةِ عَمَلِ هاتينن الطريقتين للتفكيرِ؛ سيساعدنا في اتخاذِ القرارات الشخصيةِ والمِهْنِيّةِ الصحيحة.
مؤلف كتاب التفكيرُ السريع والتفكيرُ البطيء
حصل دانيال كانيمان على الدكتوراه، وعلى جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2002. وهو كبير الباحثين في كلية وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية، وهو أستاذ فخري في علم النفس في جامعة برينستون، وزميل مركز العقلانية في الجامعة العبرية في القدس.