المرتكزات الأساسية للاقتصاد الأمريكي
المرتكزات الأساسية للاقتصاد الأمريكي
كان الاقتصاد القوي هو كلمة السر التي دفعت بالولايات المتحدة الأمريكية إلى عرش السيادة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، لذلك فهو الضامن الأساسي لاستمرار تلك السيادة، وهو بمثابة القاعدة الصلبة التي ترتكز عليها مقومات الهيمنة الأخرى من القوة العسكرية والتقدم العلمي والقوى الناعمة، ومن ثم كان هدف إنعاش الاقتصاد الأمريكي هو قضية أمن قومي بامتياز، وأي تهديد للمصالح الاقتصادية الأمريكية هو بمثابة ضوء أخضر للجوء إلى القوة حتى لو تطلَّب الأمر زعزعة استقرار العالم أجمع.
وبتحليل المرتكزات التي يستند عليها الاقتصاد الأمريكي أقوى اقتصادات العالم حاليًّا نجد أن في مقدمتها النفط، فهو شريان الحياة للقاعدة الصناعية في البلاد، ونظرًا إلى الاستهلاك الأمريكي الضخم كانت مهمة الوصول إلى منابع هذا السائل العجيب والسيطرة عليها هدفًا استراتيجيًّا لضمان سلامة الإمدادات النفطية للاقتصاد، ثم يأتي بعد النفط الدولار الأمريكي، فهو يعد أحد الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الأمريكي بعدما تم تتويجه فوق عرش العملات الأجنبية خلال مؤتمر بريتون وودز، ليشكِّل بذلك أساس النظام النقدي العالمي، خصوصًا بعد سيطرة أمريكا على أهم مؤسستين نقديتين دوليتين هما البنك وصندوق النقد الدوليان.
من ناحية أخرى نجد أن الهياكل الإنتاجية الجبارة والقاعدة الصناعية الأمريكية تشكِّل بدورها دعامة أساسية للاقتصاد الأمريكي، لا سيما مع السبق العلمي الذي تتم ترجمته إلى منتجات عالية التقنية، أضف إلى ذلك القلاع الصناعية الضخمة التي أخذت شكل الشركات العابرة للقارات وتمتاز بمزايا مالية وتكنولوجية وطاقة إنتاجية عالية تمكِّنها من احتكار السيطرة على الأسواق خارج حدودها القومية، هذه القاعدة الضخمة من المنتجات أتاحت الفرصة للولايات المتحدة الأمريكية أن تدخل ميدان التجارة الدولية بقوة بعدما تخلَّت عن عزلتها مطلع الأربعينيات من القرن الماضي فأضحت بذلك رقمًا صعبًا في السوق العالمي مما شكَّل مرتكزًا آخر لاقتصادها.
الفكرة من كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.
مؤلف كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.