المراحل التي يمرُّ بها الطفل
المراحل التي يمرُّ بها الطفل
أول مرحلة يبدأ بها الطفل تبدأ منذ الولادة حتى الشهر الخامس، وتتميَّز هذه المرحلة بوجود الأنواع الثلاثة الأولى من التعبير، كما يصدر الطفل أيضًا بعض التعبيرات التي تعبِّر عن المعاني، مثل إصدار بعض الإشارات الجسدية.
أمَّا المرحلة الثانية فتبدأ من الشهر الخامس وتمتدُّ حتى نهاية السنة الأولى من حياة الطفل، تبدأ أنواع التعبيرات السابقة في الترقِّي والتطوُّر، ويظهر نوع تعبير آخر يعرف بالتمرينات النطقية، كما تبدأ ذاكرة الطفل أيضًا في هذه المرحلة باختزان بعض الكلمات التي ينطق بها الأشخاص المخالطون له، لكنه لا يستطيع محاكاتهم أو الحديث معهم بهذه الكلمات.
أمَّا عن المرحلة الثالثة، وهي ما تسمَّى بمرحلة التقليد اللغوي، فتبدأ من السنة الثانية وتنتهي في السنة الخامسة أو السابعة، ويبدأ الطفل في محاكاة بعض الكلمات بقصد التعبير عن معنى، وهذه المحاكاة قد تكون لأصوات يسمعها الطفل أو دلالات، فمحاكاة الأصوات تبدأ بلفظ كلمات خاطئة، ثم تستقيم لغته بعد ذلك.
أمَّا محاكاة الطفل لدلالة الكلمات، فيحدث لدى الطفل تطوُّر في فهم الكلمات التي بدأت في الدخول إلى حصيلته اللغوية في المرحلة السابقة، لكن هذا الفهم يكون ضعيفًا فتجد من الطفل تعبيرًا عن أمور لا صلة لها بالمعنى الأصلي، كما يغلب على لغته عدم استخدام الروابط والحروف، وترتيب الجملة حسب أهمية كل كلمة بالنسبة له، والتأثر بلغة المخالطين له، كما يعتمد أيضًا على استخدام لغة الإشارات بجانب اللغة الصوتية للتعبير عما يريد.
أمَّا عن المرحلة الرابعة والأخيرة فتبدأ غالبًا في سن السادسة أو السابعة تبعًا لكل فرد، وتسمَّى بمرحلة الاستقرار اللغوي، وفيها يجد الطفل صعوبة في تعلم أي لغة أخرى غير لغته الأم.
الفكرة من كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
إن اللغة هي أهم ما يميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، بها يتعلَّم وبها ينشأ التواصل بينه وبين غيره من البشر.
واللغة لا تقتصر على كونها مجرد أصوات أو كلمات يتحدث بها الإنسان، بل تحمل في داخلها دلالات ومعاني، وهذه المعاني هي الخاصية التي تميِّزها عن غيرها من الأصوات.
فكيف نشأت هذه اللغة؟ وما المراحل التي مرَّت بها؟ وهل يرجع أصل اللغات إلى لغة واحدة، أم أن هناك عدة فصائل ترجع إليها جميع اللغات؟
ولمَّا كان الطفل هو الصورة الأولية التي ينشأ عليها الإنسان، كانت دراسة ما يمر به من مراحل ليستطيع التحدث بلغة مكتملة الأركان، مثالًا عمليًّا وتطبيقيًّا حول كيفية نشأة اللغة لدى الإنسان والمراحل التي مرَّت بها هذه اللغة.
في الجزء الأول من كتابنا يتحدث الكاتب عن نشأة اللغة عند الإنسان، وفي الجزء الثاني يتحدَّث فيه عن نشأة اللغة لدى الطفل.
مؤلف كتاب نشأة اللغة عند الإنسان والطفل
علي عبد الواحد وافي: من روَّاد علم الاجتماع في العالم العربي، تخرَّج في كلية دار العلوم، ثم حصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم الاجتماع في باريس.
قام بالتدريس في العديد من الجامعات وتقلَّد العديد من المناصب، بذل جهدًا كبيرًا في تحقيق مقدمة ابن خلدون، وأثنى على جودة تحقيقه الكثير.
من مؤلفاته: “علم اللغة”، و”فقه اللغة”، و”لسان العرب: اللغة والمجتمع”.