المرأة والمجتمع
المرأة والمجتمع
الزواج
انتقد الكاتبُ المنظورَ القديمَ الذي يُعرِّفُ الزواجَ على أنه عقدٌ، يَملِكُ به الرجلُ بِضْعَ المرأة، ولا يُشيرُ إلى أن بين الزوجين شيئاً آخر غيرَ التمتُّعِ بقضاء الشهوة الجسدية، ويتجاهلُ الهدفَ الأساسيَّ للزواج؛ الذي هو المودةُ والرحمةُ بين الزوجين.
كما أكدَ على حقِ المرأة في اختيار زوجِهَا، وحقِ الرجُلِ في اختيارِ زوجته؛ بحيثُ تكونُ عَلاقةُ الزواجِ عَلاقةً سليمة. وأكد على أهميةِ التوافقِ الفكري والاجتماعي والثقافي والأخلاقي بين الشريكين.
تعدُّدُ الزوجات
عارض الكاتبُ تعددَ الزوجاتِ إلا في حالة الضرورةِ القُصوى، وأكدَ بأنه -وإن كان أمرًا مَسموحًا به في الشريعة الاسلامية؛ فإنّ ذلك ليس معناهُ أبداً فتحُ البابِ على مِصراعيه؛ للدخولِ في عَلاقات متعددةٍ في آن واحد؛ لما يؤديه ذلك من مَشاكِلَ وخلافاتٍ بين الزوجاتِ والأطفال، ونِشوءِ عائلةٍ غيرِ سويّة.
ولكنه أقرّ بأن الزواجَ من أكثرِ مِنْ زوجة؛ أمرٌ مُباح عند المرضِ الشديد أو العُقْم؛ بالرغمِ من أن المُرُوءة تقتضي أن يتحملَ الرجلُ ما تُصابُ به امرأتُهُ من العِلل، كما يرى بأنها عليها أن تتحلى بنفس هذا الخُلُق؛ لو كانت القضيةُ معكوسة.
الطلاق
رأى الكاتب بأنه لا يجبُ الالتفاتُ إلى اللفظِ في الأعمالِ الشرعية؛ إلا لإظهاره كدليلٍ على النيّة، لذلك اقترح وجودَ الشُهُودِ على عمليةِ الطلاق؛ كي يكونَ الطلاقُ صحيحًا، ورأى بأنه يجبُ إعطاءُ المرأةِ حقَها في تطليقِ نفسِها -أيضًا- مثلِ الرجل.
الفكرة من كتاب تحرير المرأة
بالرُغم من أنّ هذا الكتاب طُبِعَ عام ١٨٩٩م، إلاّ أن كاتبَهُ قد نجَحَ في طرحِ مَواضيعَ، لا تزالُ ذاتَ أهميةٍ إلى يومِنَا هذا.
يرى “قاسم أمين” أن هناك تلازُمًا بين انحطاطِ المرأةِ، وانحطاطِ الأمةِ وتوحُّشِهَا، وبين ارتقاءِ المرأةِ وتقدُّمِ الأمةِ ومَدَنيتِها؛ فهو يُؤسِّسُ دعوتَهُ لتحريرِ المرأةِ المصريةِ ـ والعربيةِ بالضرورة ـ على أهميةِ ذلك، للأمم.
كما يرى أن إنصافَ المرأةِ في التعليم؛ شرطٌ أساسيٌ لبناءِ شخصيتِهَا ومُمَارسةِ دَورِهَا في المجتمع، ويطلبُ من الحكومةِ السعيَ لإصدارِ القوانينَ التي تضمنُ للمرأةِ حُقوقَهَا؛ بشرط أن لا تخرجَ هذه الحقوقُ عن الحدودِ الشرعية.
مؤلف كتاب تحرير المرأة
وُلِدَ “قاسم أمين” عام 1863م، لأبٍّ تركي عثماني، وأم مصرية من صعيد مصر، وتمكّنَ بفضل وضعِ عائلتِهِ الاجتماعية، التي كانت تتسِمُ باليُسْرِ والدَعَة، من أن يتدرجَ بسُهُولةٍ في كل مستوياتِ التعليم؛ حتى تخرّجَ في كلية الحقوق، وهو لا يتجاوز العشرين عامًا، عَمِلَ بالقضاء بعد عودته من بعثةٍ دراسية لفرنسا، وساهمَ في الدعوةِ لإقامةِ الجامعةِ المِصْرية.