المرأة.. من تكون؟
المرأة.. من تكون؟
جاء في (دائرة معارف القرن التاسع عشر) عن تعريف ماهية المرأة وتركيبها: “إن تركيبها النفسي يقترب من تركيب الطفل، ولذلك تراها مثله ذات حساسية حادة جدًّا وتتأثَّر بغاية السهولة بالإحساسات المختلفة، كالفرح والألم والخوف، وحيث إن هذه المشاعر تؤثر في تصوُّرها دون أن تكون مصحوبة بتعقُّل، فلذلك لا تستمر لديها إلا قليلًا، ومن هنا صارت المرأة معرَّضة لعدم الثبات”، وأيضًا قال عنها برودون: “إن وجدان المرأة أضعف من وجداننا بقدر ضعف عقلها عن عقلنا، ولأخلاقها طبيعة أخرى غير طبيعة أخلاقنا، فالشيء الذي تحكم عليه بالقبح أو الحسن لا يكون هو عينه ما يحكم عليه الرجل كذلك بحيث إن المرأة بالنسبة لنا يمكن أن تعتبر غير مؤدبة، لاحظها جيدًا ترَ أنها مفرِطة أو مفرِّطة في جنب العدالة، فإن عدم المساواة خاصية نفسها”، لذا فالمرأة ليست كائنًا مُعقَّدًا كما تكثُر الأقاويل حولها، لكنها كائن متكامل من الصفات والمشاعر يحتاج إلى الكثير لاكتشافه، حتى المرأة ذاتها تحتاج أن تكتشف نفسها وفطرتها، ومن عيوب الحداثة أنها وجَّهت المرأة في غير فطرتها حتى أصبحت المرأة تحتاج إلى العودة إلى فطرتها كما أُنزلت في القرآن والسنة لتُصلح ما أفسدته بها التغيرات الحديثة، فهي كائن اصطفاه الله وهيأه لمهمة سامية وخُصِّصت لأجلها ولا يقدر أي كائن حي آخر القيام بها، وعن طريقها تبدأ حياة كل مولود جديد فتُكثر من النسل، فالدين الإسلامي شُكِّل ليناسب فطرة المرأة، فهي كائن أقرب إلى الطفل مُيِّزت بعاطفة جياشة وحب كبير للأمومة والتدلل والضعف الأنثوي، كما أنها تحب أن يُحاط بها بسور من الرجولة والقوامة ليمكِّنها من الحصول على الأمان والحب الكافيين لتطمئن، فمن يعرف المرأة سيدرك مدى حبها للزينة وكل ما يثير عاطفتها، وهذا بالفعل فيها من صغرها، ما يهبها جاذبية مختلفة تُعزِّز من قوتها كامرأة.
الفكرة من كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
من مساوئ المدنية الحديثة أنها جعلت العمران هو مركز دوران الأمم حولها ومقياس التقدم الحضاري والثقافي حتى اختزلت الدور التأثيري للفرد في المجتمع، مما حوَّل أفراد المجتمع من إنسان منتج مفكر ومتأمل إلى كائن أشبه بالآلة يتعلم ويُعلم ليصل إلى التقدم الحداثي، ومن عيوب هذا التقدم أنه جعل كمالات تقدُّمه في المظاهر الخارجية مع هدم البناء الأساسي للمجتمع وأولى سلبياته كانت على المرأة، فقد استهدفها في فطرتها ووظيفتها الطبيعية وحوَّلها إلى كائن هشٍّ مادي مشوَّه في أفكاره وفطرته.
مؤلف كتاب المرأة المسلمة.. دراسة نقدية لدعاة تحرير المرأة، وبيان دور المرأة في صلاح المجتمع وفساده
محمد فريد وجدي: هو عالمٌ موسوعي، وباحث فلسفي، ومفكر وأديب، وأحد أعلام الفكر العربي في القرن العشرين، وُلِد بالإسكندرية عام ١٨٧٥م لأسرةٍ ذات أصولٍ تركية، أكمل دراسته في المدرسة التوفيقية، وتركها والتحق بعد ذلك بكلية الحقوق، ولكنه سرعان ما هجرها هي الأخرى لأنها لم تُرضِ طموحه الوثَّاب نحو علياء العلم، وقد خاض غمار المُعْتَرَكِ الصحفى؛ فكتب في الأهرام، واللواء، والمؤيد، العديد من المقالات الأدبية والبحوث العلمية، ما دفعه إلى إصدار مجلة علمية أسماها “الحياة”، كما أصدر مجلة “الدستور” التى تنوَّعت صفحاتها بين الأدب والفكر والاجتماع، كما تناولت بحوثًا تختصُّ بالفكر الإسلامي، كما أشرف على تحرير مجلة الأزهر لعدة سنوات، وأصدر كتاب “المرأة المسلمة” ردًّا على أفكار قاسم أمين التي خالفت في بعضها الإسلام، وله مؤلفات عديدة منها: “المدينة والإسلام”، و”من معالم الإسلام”، و”الوجديات”، و”في معترك الفلسفيين”.