المرأة شيطانة
المرأة شيطانة
“إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأتِ أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه”، حديثٌ رواه مسلم، والعبارة المستَشكلة فيه “تقبِل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان…”، ولكن المقصود هنا ليس وصف ذات المرأة بأنها شيطانة، وإنما المقصود هو التشبيه في التأثير والوصف الذي يتلبَّس به الشخص من إغواء وفتنة، والدليل على ذاك في الحديث نفسه، فلو كان المقصود شيطنة المرأة لما أُمر الرجل بالفرار إلى شيطانة أخرى!
ولو كانت المرأة شيطانًا لما اختار الله لنبيه أن يموت في حجر امرأة -هي عائشة (رضي الله عنها)- وأن يدفن في بيتها.
ووصف الشيطان أُطلق على الرجل كذلك في بعض النصوص الشرعية، كما في التنفير من السفر منفردًا حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الراكب شيطان والراكبان شيطانان” يعني عاصٍ، وكذلك في وصف من يمر بين يدي المصلي فيمنعه فيصر على المرور: “… فإن أبى فليقاتله فهو شيطان”، وأُطلق على غير البشر كما في “الكلب الأسود شيطان”، وبذا يظهر لنا أنه ليس ذمًّا للجنس ولا الذات وإنما ذم للفعل أو تشبيهٌ في التأثير.
ومن الأحاديث التي فيها تشبيه في التأثير وتُشكل أيضًا: “يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب”، فديننا يكرم الإنسان ويرفض تشبيهه بالحيوان في الخِلقة، وإنما المقصود أن المرأة قد تُلهي المصلِّي وتُذهب خشوعه كما قد يُلهيه مرور الحيوان، وفي أحاديث أخرى ذُكر أن مرور الرجل يُلهي كذلك، كالحديث الذي شُبِّه فيه المارُّ بين يدي المصلي بشيطان وذُكر في الأسطر السابقة.
أما سبب استدعاء سياقات لا تناسب الحديث في عصرنا فهو الخلفية الغربية المستوردة لفكرة تحرير المرأة التي نقلناها دون أن ندرك تحيُّزاتها، حيث كانت الكنيسة تقوم على أسس نصرانية محرَّفة تعامل المرأة على أنها مخلوق شيطاني ناقص، وتحملها الخطيئة التي وقع فيها أبونا آدم (عليه السلام)، مما جعل المرأة الغربية تتصدَّى للكنيسة بحملات عنيفة تجاه الدين.
الفكرة من كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والتي يُشكَل فهمها عند كثير من الناس، فيناقشها ويحلِّلها بأسلوبٍ علمي متأدِّب، مقنعٍ ومطمئن، يجمع بين الحجة العلمية الرصينة وجوٍّ من الأُلفة واللطف تبثُّه المواقف والحوارات التي ترويها الباحثات.
مؤلف كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
مجموعة من الباحثات المتخصصات في مختلف أبواب الشريعة، انتُدبن واجتمعن ليكتبن هذا الكتاب من واقع علم وخبرة، ويجمعن فيه الأحاديث المشكِلة في قضايا المرأة ليعالجنها، بعد مناقشات في مجموعة “سنتي” التي يُشرف عليها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس والذي اقترح عليهن إعداد الكتاب.
والباحثات هنَّ: الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي، والدكتورة إقبال بنت علي العنزي، وسميحة بنت عبد الله الحمادي، وجنة بنت إبراهيم الشرماني، والدكتورة شيخة بنت عبد الله المطوع، والدكتورة سندس بنت عادل العبيد، والدكتورة نعمات بنت محمد الجعفري، والدكتورة مها بنت منور المطيري، والدكتورة نورة بنت محمد العجمي، ونورة بنت يحيى الذكي، وهناء بنت عبد الله المطوع، والدكتورة وفاء بنت راشد الشبرمي، وهند بنت عبد الله المشرف.