المرأة ذلك اللغز!
المرأة ذلك اللغز!
هل المرأة أكثر عرضة للاضطرابات النفسية عن الرجل؟ هل المرأة أكثر حاجة إلى الرعاية النفسية؟ هل المرأة أكثر شجاعة للتعبير عن معاناتها النفسية؟ وجد الكاتب أن المرأة ليست أكثر عرضة للاضطرابات النفسية، وإن كان صحيحًا في كثير من الحالات، فوجد أن المرأة قبل المراهقة أقل عرضة للاضطرابات النفسية ذات الصلة بالنمو العصبي، ولكن في مراحل نموها المختلفة نجدها تمثل غالبية المرضى النفسيين من حيث احتياجهن إلى الرعاية النفسية، أو العلاج بالأدوية النفسية، وبيَّنت الدراسات ازدياد نسبة الاضطرابات النفسية البسيطة في النساء، وهناك بعض الاضطرابات أكثر التصاقًا بالمرأة مثل اضطرابات الأكل، في حين أن إدمان الكحول والمخدرات يكون أكثر التصاقًا بالرجل، وإن كانت هذه التعميمات تغيرت في السنوات الأخيرة قليلًا، ووُجد أيضًا أن نسبة الاكتئاب في المرأة ضعف النسبة في الرجل، وهذا يحدث للنساء المتزوجات وفي السن من 25 سنة إلى 45 سنة، واللاتي لديهن أطفال، ما يرجِّح أن يكون للعوامل الاجتماعية دور مهم في إحداث هذا الاكتئاب، بل كون المريضة امرأة يسهم في تحويل الاكتئاب إلى حالة مزمنة.
لكن المرأة أقل إصابة بالفصام من الرجل، إضافةً إلى أن طبيعة المرض أقل عند المرأة، واستجابتها للعلاج أفضل مقارنةً بالرجل، ونجد أن المرأة مركز الرعاية في الأسرة، فمن دونها لا تكون هناك أسرة، ولذلك إذا حدث اضطراب نفسي لأي فرد في الأسرة، يقع عبء ذلك الاضطراب على الأم مباشرةً، لكن الكارثة الأكبر تقع حين تصاب الأم بمرض نفسي، فيهتز كيان الأسرة كله.
وعلى الرغم من كون المرأة أكثر قبولًا لفكرة المرض النفسي، وأكثر طلبًا للمساعدة، وأكثر استفادة من العلاج، فإن هناك عوائق كثيرة تعوق استفادتها من العلاج في مجال الاضطرابات النفسية، أولها احتياج المرأة إلى إذن من زوجها أو أقاربها لكي تذهب للعلاج، وحتى لو حصلت على الإذن فلا تستطيع إكمال العلاج لأن تلك الاضطرابات النفسية معظمها تشعر بها المريضة في داخلها، ولا تظهر عليها علامات عضوية تقنع الأهل بضرورة العلاج، وأيضًا كثرة اللجوء إلى المعالجين الشعبيين والدينيين، حيث تعتقد المرأة كثيرًا في أمور السحر والمس، فيشاركها أهلها هذا التوجُّه، وهذا يؤخر وصولها إلى الطبيب المختص.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
هل هي مجرد مصادفة أن أغلب المتردِّدات على العيادات النفسية من النساء؟ أم أن هناك عوامل متعددة تدفع بهن أن يشكِّلن 60 إلى 70 في المائة من المتردِّدات على تلك العيادات؟ هل السبب هو التكوين البيولوجي للمرأة ذو الإيقاع المتغير؟ أم بسبب الوضع الاجتماعي للمرأة الذي يضعها تحت ضغوط مستمرة ومتعددة؟ ما الاضطرابات الأكثر شيوعًا لدى المرأة المعاصرة؟ وما أسبابها المحتملة؟ وما وسائل علاجها والوقاية منها؟
كل تلك التساؤلات وغيرها يجيب الكاتب عنها مستعينًا بخبرته والقصص الواقعية.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للمرأة.. قصص واقعية من العيادة النفسية
محمد عبدالفتاح المهدي: معالج نفسي، واستشاري علاج زواجي، وحاليًّا أصبح رئيسًا لقسم الطب النفسي بجامعة دمياط، وله العديد من المؤلفات، منها:
الصحة النفسية للطفل.
سيكولوجية الدين والتدين.
فن السعادة الزوجية.
البناء النفسي للمسلم المعاصر.