المرأة المسلمة مع زوجها
المرأة المسلمة مع زوجها
خلق اللهُ تعالى آدم ثم خلق منه حواء، وقضى أن تكون المودة والرحمة جوهر العلاقة بينهما، وأعطى الإسلام المرأة حق اختيار الزوج، فعليها أن تُحسن اختياره ولا يشغلها جمال الهيئة والمنصب والثراء عن دينه وخلقه، فهما عماد بيت الزوجية الناجح، والمرأة المسلمة تعتني بزوجها في المأكل والمشرب والملبس والحديث وتعتني بمطالبه الخاصة، وتتفهَّم نفسيَّته وما يرضيه وما يسخطه، فتتودَّد له وتحرص على رضاه، ولا تصوم أو تأذن في بيته إلا بإذنه، وهي إن صلَّت خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها، قيل لها ادخلي الجنة من أيِّ الأبواب شئتِ، كما جاء في الحديث الشريف، وكما أجزل الإسلام الثواب لمن تطيع زوجها فقد توعَّد التي تُعرِض عنه بالإثم والسخط ولعنات الملائكة؛ فقد كان الزواج في الإسلام لإحصان الرجل والمرأة على السواء، ومن ثمَّ كان على المرأة أن تستجيب لزوجها إذا سألها نفسها ولا تتذرَّع بعلل واهية متهرِّب منه لأن إحصانه وإبعاده عن الفتنة أهم من كل عمل تقوم به، ولها إن كان بخيلًا أن تنفق على نفسها وعيالها من ماله بما يكفيهم بالمعروف دون علمه، وإذا كانت هي من ذوات الغنى فإن زوجها وبنيها أولى الناس بصدقتها ولها بذلك أجر القرابة وأجر الصدقة معًا، وعليها أن تسارع دومًا للتعبير عن تقدير الزوج وذكر فضائله حتى لا تقع في إثم كفران العشير، وتُكرم أهله وتعينه على برهم، وتشجِّعه على الإنفاق في سبيل الله، وتعينه على طاعة الله في كل ضروب الطاعة وأشكالها، ولا تفشي سره مهما صغر أو كبر، وتقف إلى جانبه وتشاركه الرأي، ومن هنا كانت الزوجة المسلمة بحق من أنجح الزوجات ومن نِعم الله الكبرى على الرجل.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.