المرأة المسلمة مع ربها
المرأة المسلمة مع ربها
ما يميِّز المرأة المسلمة هو إيمانها العميق بالله ويقينها بأن كل ما يحدث هو قضاء الله وقدره، وهي يقظة وواعية لحقائق الإيمان بالله والعبودية له، فتؤمن بأن الله لن يضيعها، ويملؤها اليقين بأن النجاة في اتباع أوامره وتجنُّب نواهيه، والهلاك في مخالفته، وتستشعر قرب الله وتستحضر خشيته في السر والعلانية، وترضى بقضائه وقدره وتعلم أن أمر المسلم كله خير، وتستحضر الحقائق الإيمانية الكُبرى المتعلقة بوحدانية الله والحساب بعد الموت وتضعها نصب أعينها وتقيس عليها جميع أمورها، وتنفق عمرها وجُهدها فيما خُلِقت لأجله، كما تُدرك نفسها بالتوبة والإنابة كلما غشيتها غفلة أو زلت قدمها، وتُحسن ترتيب أولويتها فيكون همها الأول هو مرضاة الله ولو خالف هذا هوى نفسها أو أسخط عليها الناس، وتبتغي وجه الله في أعمالها كلها وتتحرَّى رضاه، وتُكثِر تلاوة القرآن حتى يصفو قلبها بمعانيه وتهتدي بها نفسها، وتكون عابدة لله مؤدية لفرائضه من صلاة وزكاة وصوم وحج، وتتعلم كيف تؤدي تلك الفرائض وتعكف على دراسة أحكامها، وهي مكلَّفة بالتكاليف الشرعية التي أمر الله بها شأنها شأن الرجل، لا فرق بينهما إلا فيما يخصُّ أحدهما دون الآخر من تشريعات، وعليها تحرِّي الدقة في المواقف التي لم يسبق لها العلم بحكمها الشرعي وتتحرَّى الحلال، وتضع طاعة الله ورسوله فوق هوى نفسها، وتتجنَّب الخلوة برجل أجنبي، ولا تسافر إلا مع ذي محرم، وتلزم الحجاب الشرعي، ولا تصافح الرجال وتتجنَّب الاختلاط بهم، وتشعر بالمسؤولية تجاه أفراد أسرتها فتسعى دومًا لتقويم الانحراف، وتعمل على نُصرة دينها وتعتز بشخصيتها الإسلامية ودينها الحق.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.