المرأة المسلمة مع جيرانها
المرأة المسلمة مع جيرانها
لقد أوصى الإسلام بالجار، فعلى المرأة المسلمة أن تهتم بأمر جيرانها وتُحسن جوارهم ولا تقطع ودهم، وتحب لهم ما تحب لنفسها، فتفرح لفرحهم وتألم لألمهم، ولا يغيب عن فطنتها أن تتعهَّد جيرانها المعسرين بين الحين والحين بالعطاء والهدية والهبة، ويكون الإحسان للجيران على قدر طاقة الإنسان، فعلى المسلمة ألا تستصغر معروفًا تسديه إلى جارتها، بل تقدم لها ما استطاعت وإن قل، لا يمنعها عن ذلك الخجل أو حب التفاخر بدعوى أنه غير لائق، فتحرم نفسها وجارتها الخير المتاح وتضيع فرصة فعل الخير، وقد نهى الرسول المرأة بخاصةٍ عن احتقار الهدية لجارتها أو من جارتها مهما صغرت، لافتًا النظر أن المهم هو المعنى الإنساني النبيل الذي يكمن وراء الهدية، ويكون الإحسان للجيران غير المسلمين أيضًا تماشيًا مع هدي الإسلام العظيم وسماحته وبرِّه بالناس جميعًا، ما لم يبدر منهم أذى على المسلمين أو اعتداء، وتُقدم المسلمة في إحسانها إلى جاراتها الأقرب فالأقرب، وتكفُّ عنهم أذاها ولا تُقصِّر في إسداء المعروف إليهن، فتفتح لهن أبواب البر والخير والمعروف على مصاريعها، وتصبر على أذاهن ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا، فلا تقابل السيئة بمثلها، ولا تستشيط غضبًا إن بدرت من إحداهن هنة من الهنات، وتأخذ نفسها بالعفو والتسامح، محتسبة صبرها وعفوها ومسامحتها عند الله، واثقة أن هذا لن يضيع عند الله، بل إنه يُكسبها محبته ورضوانه.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.