المرأة المسلمة مع أولادها
المرأة المسلمة مع أولادها
إن الأولاد قرة عين الإنسان ومصدر سعادته، وهذا منوط بحسن تربيتهم وسلامة تكوينهم وإعدادهم للحياة، ما يعود بالخير على والديهم وعلى المجتمع، ومسؤولية الأم في ذلك أكبر لقربهم منها وكثرة الوقت الذي يقضونه معها، ولمعرفتها بكل أحوالهم وتحرُّكاتهم في فترة النشأة والمراهقة، وقد أدركت المرأة المسلمة مسؤوليتها تلك على مر الزمان وكانت بارعة في تكوين الرجال وغرس القيم النبيلة في نفوسهم، لذا كان على المسلمة أن تعرف نفسيات أطفالها، فمعرفتها بهم تساعدها على التسرُّب إلى داخل نفوسهم لتغرس فيهم القيم والشمائل الرفيعة، متبعة أبرع الأساليب التي تجعلهم يطيعونها طاعة صادقة قائمة على الحب والاحترام لا طاعة كاذبة قائمة على الكبت والعنف سرعان ما تزول، وعليها أن تشعرهم بحبها وحنانها لينشؤوا نشأة نفسية صحية، ولا تُفضل أحدًا منهم على آخر في الأمور كلها، لأن تفضيل ولد على آخر مكروه في شريعة الإسلام، ويترك أثرًا سيئًا في نفوس الولدين؛ فينشأ أحدهما أنانيًّا، والآخر مُعقدًا تأكل الغيرة والحقد والحسد قلبه، وعلى النقيض ينشأ الولد الذي يشعر بالتسوية بينه وبين إخوته نشأة صحية نقية، مملوءة نفسه بالرضا والتفاؤل والمحبة والإيثار، وبالطبع يجب عدم التفريق بين البنين والبنات، بل تنظر إليهم بعين واحدة من الرحمة والعدل والرعاية والحنو، ويجب الحذر من الدعاء على الأولاد امتثالًا لأمر رسول الله، والانتباه لكل ما يؤثر في تكوين الأولاد وتوجُّهاتهم، فتراقب الأم تحرُّكاتهم ونشاطاتهم وصداقاتهم وما يقرؤون ويكتبون، من حيث لا يشعرون برقابتها عليهم؛ حتى
إذا أحسَّت شيئًا من الانحراف سارعت إلى تقويمه برفق وحكمة وحزم.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.