المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها
المرأة المسلمة مع أخواتها وصديقاتها
التآخي في الله أسمى رباط يربط بين إنسان وإنسان، ويقوم على الحب في الله، وهو الحب الأسمى والأطهر في حياة البشر، ونجد المسلمة بصدق تحب صديقاتها وتتخذهن أخواتٍ في الله، وتعلم أن منزلة المتحابات في الله عظيمة، إذ يُظِل الله المتحابين فيه في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ولم يترك رسول الله مناسبة تمر إلا ويحض المسلمين على التحابب والتقارب ويأمرهم أن يُعلنوا هذا التحابب، لتنفتح مغاليق القلوب، ويشيع الصفاء في النفوس، وجُعلت محبة المؤمنين لبعضهم شرطًا من شروط الإيمان التي يدخلون بها الجنة، وحرم الإسلام التقاطع والتدابر والهجر، ووضع حدًّا للمدة التي يمكن أن تهدأ ثورة النفس فيها وهي ثلاثة أيام، لا يحل أن تزيد عن ذلك، والمسلمة التي هذَّب الإسلام مشاعرها لا تطوي صدرها على شحناء ولا تُقيم على قطيعة، لكن تُسامح أخواتها وتكظم غيظها وتعفو في عفوية وبساطة ويُسر، وتُقبِل على أخواتها بوجه طليق، وهي صفة حسنة، حض عليها الإسلام، وتُكسب صاحبها محبة الناس وتُكسِبه المثوبة والأجر، والمسلمة لأخواتها ناصحة أمينة مُخلصة لهن، لا تغشهن ولا تخدعهن، ولا تتمنى لهن إلا الخير، وتعاملهن برفق لا تستعلي عليهن ولا تغلظ لهن القول، وتحفظ لسانها عن الأحاديث الموقعة في الغيبة، وتأبى أن تكون بوجهين ولسانين تتلوَّن وتنافق، وتتجنَّب كثرة المخاصمة التي توغر الصدور، والمزاح الجارح المؤذي الذي يعكر صفو العلاقة بين الأختين، وإخلاف الوعد الذي يوهن الأخوة ويقلل من الاحترام المتبادل، وتُكرم أخواتها وتكون جوادة سخية، وتدعو لهن بظهر الغيب.
الفكرة من كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
يتحدث المؤلف هنا من منطلق إيمانه بدور المرأة الفاعل وشخصيتها المؤثرة في جميع من حولها، فجمع النصوص الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله ليبين كيف كوَّن الإسلام شخصية المرأة، وكيف بلغت في هذا التكوين الشأن الرفيع الذي لم تبلغه امرأة في التاريخ إلا في ظل هذا الدين.
مؤلف كتاب شخصية المرأة المسلمة كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة
محمد علي هاشمي: وُلد في مدينة حلب بسورية سنة 1925م لأسرة متدينة عريقة، لها نسب مكتوب بآل البيت، حصل على الإجازة في الآداب وعلوم اللغة العربية من كلية الآداب وعلى الإجازة في التربية وأصول التدريس من كلية التربية بجامعة دمشق، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب بجامعة القاهرة، واشتغل بالتدريس حتى بلوغه السنَّ القانونية وانصرف بعدها إلى المطالعة والبحث والتأليف.