المرأة البحر ومفهوم الحب
المرأة البحر ومفهوم الحب
إن المرأة البحر هي المرأة التي تبحث في شخصيتها بداخلها من أجل أن تعرف طبعها وما جُبِلت عليه، لتنطلق من تلك المعرفة لتطوير نفسها وتعزيز الصفات التي تستهوي زوجها من أجل إسعاده، فمثلًا إن كان زوجكِ يحب المديح فامدحيه، وإن كان يحب الثقافة فاملئي أذنيه علمًا، وإن كان يحب جسدكِ فارقصي له.
كما يجب أن تعلم المرأة أن تكرار الزوج كلمة “أحبك” طوال الليل والنهار لن يجعل حياتهما سعيدة ومثالية، فصراخ الرضيع من الجوع لن يشبعه رضعة من “محبة” أو طبَقًا من “العواطف”، لأن هذا الرضيع يعرف معنى الحب أنه بذلٌ وطعام، وليس مجرد كلام، وبناءً على ذلك فإن بعض الزوجات تخلق المشكلات في بيتها وتتوهَّم أنها في جحيم لا يطاق، والسبب أن زوجها لا يقول لها: “أحبك”! وقد قال الشاعر:
فإذا وقفتُ أمام حُسنِك صامتًا
فالصمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ
كلماتُنا في الحبِّ تقتلُ حُبَّنا
إنَّ الحروفَ تموتُ حين تُقالُ
فلا ينبغي أن تتألم المرأة وتصف عيشها بالتعيس، وتختصر حب زوجها في كلمة أو كلمات يقولها، فمعاملة زوجكِ لكِ بلطف وإحسانه إليكِ هو نوع من أنواع الحُب، كما أن إكرامه لأهلك وإحسانه إليهم حُبٌّ أيضًا، إذ إن التعبير عن الحب يتخذ صورتين، الصورة الأولى (عبارات) كالكلام والغزل، والصورة الثانية (السلوك) والأفعال التي يقوم بها الزوج، وهذه الصورة هي الأهم، وبالتالي يجب ألا تتجاهل الزوجة سلوك زوجها وتعتقد أنه لا يحبها، لأن بعض الرجال يعبِّر عن حبه تجاه زوجته بالسلوك والأفعال.
كما أن الحياة الزوجية قد تخلو من عبارات الهُيام وألفاظ الحب، لكن خلوَّها من ذلك لا يعني انهيار العلاقة الزوجية لأن الهدف الرئيس من الزواج الإعفاف والذرية، فقد جاء رجل إلى سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يشكو إليه أنه يرغب في تطليق زوجته لأنه أصبح لا يحبها، فقال له سيدنا عمر: ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، انتهت المودة وبقيت الرحمة، وبناءً على ذلك يجب أن يعلم الرجل والمرأة أن خلو العلاقة الزوجية من الحب لبعض الوقت لا يعني أن مصير الزواج الفشل أو الحكم بالطلاق، بل يجب أن تتخلَّل تلك الفترة الرحمة فيما بينهما.
الفكرة من كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
يعرض لنا الكتاب الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها كلٌّ من الرجل والمرأة، وما يجب أن يكون عليه كلٌّ منهما في العلاقة الزوجية وفق المنطق الإسلامي، إذ يرى أنه بسبب دخول الفكر المادي الذي يتجاهل دور الدين وبسبب وساوس الشياطين، وكذلك الفكر العلماني الفاسد على الأسرة العربية، وخداع الزوجة أن احتياجها إلى الزوج هو احتياج مالي فقط، وليس احتياجًا إلى السكينة والراحة وهدوء البال والمودة والسكنى، فإن عقول بعض النساء قد تسمَّمت، وأدَّت تلك الأفكار الفاسدة إلى انتشار العزوبية بين الشباب، وشاع الطلاق والانفصال، وانعدم الاستقرار في الأسرة، وبالتالي فإن الكاتب يبيِّن في هذا الكتاب الكيفية التي يجب أن تتعامل بها الزوجة مع زوجها، إلى جانب توضيح ما يجب أن يتعامل به الزوج مع زوجته، مستندًا في ذلك إلى القرآن الكريم والحديث الشريف، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع زوجاته.
مؤلف كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
عبد الله بن محمد الداوود: كاتب إسلامي وداعية سعودي مولود في الرياض بالمملكة العربية السعودية، درس في جامعة الملك سعود، من مؤلفاته:
متعة الحديث 1، و2.
هل يكذب التاريخ؟
الغيرة ومذابح الأعراض.