المرأة البحر والدين
المرأة البحر والدين
إن أساس الحياة الأسرية عند المرأة البحر قائمة على الدين، إذ إن الدين وراء حسن أخلاقها مع زوجها، وهو الدافع إلى عفافها عن غير زوجها، وهو الذي يدفعها إلى الاحتشام، فتديُّنها هو عنوان كمالها كامرأة، إلا أننا نجد أن بعض النساء تفهم الدين فهمًا خاطئًا عندما تقصره على الاحتشام والصلاة والصيام وقيام الليل وحضور المحاضرات الدينية، وتتجاهل حسن أخلاقها ومعاملتها لزوجها.
كما أن بعض الزوجات يطعن أزواجهن عادةً وألفة، وبعضهن يُطِعنهم عشقًا وغرامًا، وبعضهن يُطِعنهم خوفًا من بطشهم، وبعضهن يطعنهم من أجل مصلحة ومنفعة، وبعضهن يطعنهم بسبب احتياجهن، لكن المرأة البحر هي التي تطيع زوجها لأن الله (عز وجل) أمرها بطاعته، ووعدها بالجنة على تلك الطاعة، فهي تتعبَّد الله بطاعة زوجها، وبالتالي فإنها تطيع زوجها لأنها مأمورة بذلك بغض النظر عن البشر أو أي شيء آخر، لذلك نجد أن المرأة البحر ترضي زوجها لأجل دينها، وتصبر وتحتسب الأذى الواقع عليها من زوجها لأجل دينها أيضًا، كما أنها تتحمَّل فقر زوجها، ونقص المال من أجل رجاء نعيم الآخرة، كما أن الذي يجعلها تحفظ زوجها في عرضها هو دينها الذي أمرها بحفظ نفسها عن الفواحش، كما يمنعها دينها من كشف أسرار بيتها وزوجها وإطلاق لسانها، لذلك قال النبي (صلى الله عليه وسلم): “فاظفر بذات الدين تربت يداك”، لأن ذات الدين تطيع ربها بطاعتها لزوجها.
كما أن المرأة البحر يجب أن تتصف بالخضوع لزوجها، لأن الخضوع هو المغناطيس الأنثوي الذي يجذب الرجل إليها، لذلك نهى الله (عز وجل) في كتابه الكريم عن خضوع المرأة للرجل الأجنبي حتى لا يطمع فيها، فقال تعالى: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾، فدلَّ ذلك النهي على أن الخضوع بالقول له تأثير قوي وشديد في الرجال، وبالتالي يجب على المرأة أن تخضع لزوجها بالكلام الحسن والناعم والدافئ وأن تتدلَّل له حتى تجذبه إليها وتقرِّبه منها.
كما يجب أن تتجمَّل المرأة البحر لزوجها وتتطهَّر له، وبالتالي يجب أن يكون قلبها صافيًا خاليًا من الحقد والحسد، والانتقام، والكبر، إذ تخطئ الزوجة عندما تجمع بين جمال القِشرة وسوء العشرة، كما يجب أن تحرص المرأة على نظافة جسدها بالاستحمام المستمر، وأن تكون في كل أحوالها كالزهرة التي تفوح منها الرائحة الطيبة، وإن كانت الحالة المادية لا تمكِّنها من امتلاك العطور ومستحضرات العناية، فيكفي استخدام الماء، فهو أُس النظافة والطهارة، فقد قالت الأعرابية لابنتها وهي تزفها إلى زوجها: “واعلمي أن أطيب الطيب الماء”.
الفكرة من كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
يعرض لنا الكتاب الصفات التي يجب أن يتحلَّى بها كلٌّ من الرجل والمرأة، وما يجب أن يكون عليه كلٌّ منهما في العلاقة الزوجية وفق المنطق الإسلامي، إذ يرى أنه بسبب دخول الفكر المادي الذي يتجاهل دور الدين وبسبب وساوس الشياطين، وكذلك الفكر العلماني الفاسد على الأسرة العربية، وخداع الزوجة أن احتياجها إلى الزوج هو احتياج مالي فقط، وليس احتياجًا إلى السكينة والراحة وهدوء البال والمودة والسكنى، فإن عقول بعض النساء قد تسمَّمت، وأدَّت تلك الأفكار الفاسدة إلى انتشار العزوبية بين الشباب، وشاع الطلاق والانفصال، وانعدم الاستقرار في الأسرة، وبالتالي فإن الكاتب يبيِّن في هذا الكتاب الكيفية التي يجب أن تتعامل بها الزوجة مع زوجها، إلى جانب توضيح ما يجب أن يتعامل به الزوج مع زوجته، مستندًا في ذلك إلى القرآن الكريم والحديث الشريف، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) في تعامله مع زوجاته.
مؤلف كتاب المرأة البحر والرجل المحيط
عبد الله بن محمد الداوود: كاتب إسلامي وداعية سعودي مولود في الرياض بالمملكة العربية السعودية، درس في جامعة الملك سعود، من مؤلفاته:
متعة الحديث 1، و2.
هل يكذب التاريخ؟
الغيرة ومذابح الأعراض.