المدير المتقلب بين صديق وعدو
المدير المتقلب بين صديق وعدو
إن هذا المدير هو الذي تجده صديقك اليوم، وفي الغد ينقلب إلى عدو لك، وبعد غد يعود صديقًا من جديد، وهكذا دواليك، إن هذا النوع من المديرين يتصف بأنه متقلب المزاج وعدواني ومتناقض مع نفسه وكثير النسيان وانطوائي وحقير بعض الشيء، إذ يرى أنه بتوظيفك يحق له أن يحبك متى شاء وأن يكرهك متى شاء أيضًا!
وإليك قصة “ستاسي” مع هذا النوع من المديرين، تقدمت “ستاسي” للعمل في إحدى الشركات، واجتازت مقابلة العمل بشكل جيد وهادئ مع مديرها المباشر “بيتر”، وأخذت انطباعًا جيدًا عنه، إذ أخبرها بمكاسب الشركة، وأن لها فرصة مهنية عظيمة فيها، كان “بيتر” ساحرًا في المقابلة، وأوحى المظهر الخارجي لـ”ستاسي” أن كل شيء على ما يرام ويسير بشكل جيد، إلا أنه بعد ثلاثة أسابيع من العمل في الشركة تحولت حياتها إلى جحيم، وكان السبب هو المدير “بيتر”، الذي لم يكن يعرف كيف يكون ودودًا، ففي دقيقة يكون داعمًا ومساعدًا لها، وفي الدقيقة الثانية يتحول إلى بركان غضب وإلى شخص عدواني!
إن الذي أوقع “ستاسي” في هذا الجحيم هو أنها لم تسأل الأسئلة الكافية عن مديرها، كما أنها لم تطلب الحديث مع أي عضو من أعضاء الفريق الذي سوف تنضم إليه، وكل ذلك بسبب أنها فتنت بالوضع المالي للشركة، واتخذته معيارًا للانضمام إليها، إن المكانة والوضع المالي للشركة شيء مهم، لكن الأكثر أهمية هم الأشخاص المحيطين بك، ومع من ستتعامل بشكل يومي، لأن ذلك سوف يؤثر في نجاحك وسعادتك الشخصية، لذلك فإن “ستاسي” لم تستطع أن تبتكر استراتيجية للبقاء في ظل هذا الوضع، وغادرت الشركة بعد مضي 7 شهور، وذكرت أنه لو عاد بها الزمن إلى الوراء، لكانت استفسرت أكثر عن خلفية “بيتر” وفحصتها، ولكانت قد حاورته وتحدثت إلى عضو في فريق إدارة الشركة.
لكن إذا كنت تعمل تحت مدير مثل “بيتر” ولا تريد أن تغادر الشركة مثل “ستاسي”، فإن عليك أن تثق في نفسك، وأن تتذكر نجاحاتك السابقة، وأن تذكر نفسك بأنك تستطيع أن تتعلم من أي موقف توضع فيه، وتجري تغييرات في سلوكك لتجعل مديرك في حالة تخمين دائمة، وأن تتوقف عن محاولة إرضائه وتدقق في خياراتك وتلتزم بالقواعد في الشركة، وانتهز الدقائق التي يكون فيها ودودًا وأخبره بما تريد، لكن نصيحة، إذا كنت تشعر باستنزاف وإحباط وتعاسة فظيعة، فعليك بالمغادرة والبحث عن وظيفة في شركة أخرى.
الفكرة من كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
إن المدير لا يأتي ومعه كتيب استعمال إلى اليوم، لذا فإن عبء إيجاد هذا الكتيب يقع عليك من أجل نفسك، لتجيب عن أسئلة من قبيل: لماذا يطلب هذه الطلبات الغريبة؟ لماذا لا يفهمني؟ لماذا لا يساعدني؟ لماذا لا يجعل الأمور ودية؟ لماذا لا أستطيع التحدث معه؟ إن الكتاب لا يهدف إلى تعليمك كيف تخدع مديرك، بل يهدف إلى جعلك تفكر بإيجابية حتى تستطيع التعامل مع الشرور، وبما أنك موظف فأنت لا تستطيع أن تفعل كل ما تود فعله، ومن ثم يجب أن تراعي رغبات غيرك، حتى وإن كانت رغباتهم دليلًا على الجنون وسوء التصرف، لأنه ولسوء الحظ فإن الآخر الذي يجب أن تراعي رغباته هو “مديرك” الذي لديه القدرة على تسريحك، معتقدًا وجود كثير من أمثالك، لذا فإن هذا الكتاب هو دليلك لمواجهة جنون الآخرين وكذلك جنونك الذاتي، فبما أننا موظفون فنحن تحت رحمة مديرين يمكن أن يكونوا فاسدين أو مستأسدين أو تهكميين أو عدائيين أو غير أكفاء أو كسولين، لذلك يجب أن توجد لنفسك طريقًا لتتعلم كيفية التعامل مع هؤلاء المديرين، وكل ما تحتاج إليه هو دليل يرشدك ويساعدك ويقدم لك الاستراتيجيات والأدوات والحلول التي تحتاج إليها للتعامل معهم.
مؤلف كتاب هل مديرك مجنون؟! الدليل الحاسم في كيفية التعامل مع مديرك
جيل ووكر، عملت في سن مبكرة في مجال سمسرة السفن التي كان يعمل فيه والدها، كما أنها حققت رقمًا قياسيًّا لأصغر امرأة دخلت إلى بورصة البلطيق، تعمل حاليًا في شركة برمجيات، وقد سمحت لها حياتها المهنية بالسفر على نطاق واسع، ما مكنها من الوصول إلى العديد من المديرين التنفيذيين في أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، فمنحها ذلك نظرة ثاقبة لعالم الأعمال والإدارة.
معلومات عن المترجم:
هبة الله الغلاييني، مترجمة وكاتبة سورية، لها عدد من المقالات بلغت 49 مقال في مجلة المعرفة، من ترجماتها:
شيفرة التأثير: عش الحياة التي تستحقها
هل مديرك مجنون؟