المدرسة الرواقية وآراؤها السياسية
المدرسة الرواقية وآراؤها السياسية
يمتد العصر الهيليني منذ أوائل القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الخامس الميلادي، وفي هذه الحقبة أصبحت الثقافة الإغريقية ملكًا مشتركًا بين جميع بلدان البحر المتوسط، والهيلينستية ثقافة مركبة من عناصر يونانية وشرقية حمل فيها الإغريقيون إلى الشرق الفلسفة ولقح فيها الشرقيون حضارة اليونان بروحانية الشرق، والحضارة الإغريقية تنقسم إلى مرحلتين: الأولى هلينيك أي المرحلة اليونانية البحتة، وتضم مرحلتي النشأة والنضج والازدهار، وتشمل العالم اليوناني وحضارته منذ الغزو الدورى وحتى الإسكندر الأكبر، والمرحلة الثانية هي هِيلينستك أي المرحلة الهِيلينيستية، وهي مرحلة يونانية متأخرة، وتشمل البقاع التي تألفت منها إمبراطورية الإسكندر، وتشمل بلاد اليونان والممالك الشرقية بعد غزو الإسكندر لها.
تعتمد المدرسة الرواقية التي ظهرت بعد فلسفة أرسطو على إرساء فن الفضيلة ومحاولة اصطناعها في الحياة العملية، ولم تعد الفلسفة تبحث عن الحقيقة في ذاتها، بل أصبحت معيارًا خارجيًّا يتجه إلى ربط الفلسفة بالمقوِّم الأخلاقي، وركَّز الكثيرون دراساتهم الفلسفية على خاصية الأخلاق كما فعل سنيكا الذي قال: “إن الفلسفة هي البحث عن الفضيلة نفسها، وبهذا تتحقَّق السعادة التي تمثَّلت في الزهد في اللذات ومزاولة التقشُّف والحرمان”، وقد تبلور هذا الاتجاه الفلسفي الأخلاقي بعد موت أرسطو وتغيُّر الظروف الاجتماعية والسياسية حيث انصرف التفكير في الوجود إلى البحث في السلوك الأخلاقي للإنسان.
الفكرة من كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
“اليوتوبيا”: كلمة يونانية تعني المكان غير الموجود، أو المكان الموجود في الخيال، والذي يتمتَّع بنظام اجتماعي وسياسي وأخلاقي مثالي، والمجتمع المثالي لا بدَّ أن يكون مجتمعًا أكثر إنسانية يؤكِّد كرامة وقيمة الإنسان، فالإِنسان هو المؤمن بوجود قيم وأخلاق مشتركة بين البشر جميعًا رغم اختلاف أنواعهم وألوانهم وعقائدهم.
مؤلف كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
مرفت عبد الناصر، استشاري وأستاذ الطب النفسي الزائر، بجامعة كوليدج في لندن، حاصلة على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسانيين، لها مؤلفات مهمة عن دور الثقافة في نشأة المرض النفسي باللغة الإنجليزية، والعديد من المقالات في الأدب والنقد والفلسفة وعلم المصريات باللغة العربية، من أعمالها سلسلة مصورة من أربعين جزءًا عن تاريخ مصر القديم للأطفال من (1997: 2002).