المدارس بين الطبقية والقهر
المدارس بين الطبقية والقهر
لك أن تتخيّل مدى الفرق بين المستوى النفسي والشعوري بين طالب المدارس الحكومية وطالب المدارس الخاصة، وتزيد الفجوة مع مدارس التعليم الدولي، وقد بيّن المُفكّر توماس كون غاية العلم في العصر الحديث فأطلق عليه مصطلح “الأنموذج”، فالعلم صار لا ينبع من المشكلات، بل من النماذج التي توجه الأنظار نحو اتجاه معين، ومثال ذلك أن كل من يرفض نظرية التطور في المجتمع العلمي طُردوا من وظائفهم، كما يمكن تطوير هذه الاعتراضات على نحو أعمق بسبب تورط العلم في الاستبداد السياسي، فالنازية مثلًا هي سلسلة تطبيق الداروينية في المجال الثقافي، وعلاقة المدرسة بذلك أنها أهم مؤسسة سياسية مؤثرة في المجتمع، فهي تضع مستقبل الأجيال القادمة وقيمهم، فالمدرسة تمثل الاستبداد من شقين:
الشق الأول أنها – بطبيعتها – ترسخ قيم الاستبداد في نفوس الطلاب، فالنظام موحد وهو فوق الجميع، أما الشق الثاني فإن الأنموذج العلمي ممول أصالة من الدول سياسيًّا، وكثير من التمويل له شروطه.
وعندما تكون الأسرة العنصر القاتل الذي يمارس قمع صوت أطفاله، فينتج مجموعة من الأطفال المقهورين الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، وبعد الأسرة يأتي دور المدرسة لتمارس دورها في تكميم الطفل كليًّا داخل الصف، حيث لا بدَّ للمدرس أن يحدد المواضيع التي يجب أن يناقشها مع الطالب، فينقل فكرة الحرية له.
الفكرة من كتاب خلف أسوار المدرسة
“إن المدارس لا تعلّم الطلاب فقط، بل ترفعهم”. بين يدينا يقدّم الكاتب المدخل التاريخي عن فكرة المدرسة، والدوافع الأولى وراء إنشائها، وأهم المشكلات التي تسببها المدرسة على الجانبين النفسي والمجتمعي، وطرق الحل.
مؤلف كتاب خلف أسوار المدرسة
عمَّار سليمان: باحث مصري في الشأن التربوي والفلسفي، ومدير تنفيذي لمركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية.
من أهم كتبه ومؤلفاته: كتاب “خلف أسوار المدرسة”.