المخ الجديد
المخ الجديد
قديمًا كان المخ عضوًا مجهول التركيب والوظيفة، ولكن اليوم تمكن علماء الأعصاب باستخدام وسائل التصوير الحديثة كالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية وغيرهما من دراسة تركيبه والكشف عن كثير من أسرار وظائفه، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأدمغة لا تختلف من شخص إلى آخر فقط، بل أيضًا تختلف للشخص نفسه من مرحلة نمو إلى أخرى على مستوى دوائر المعالجة المخية لأداء الوظيفة نفسها، حيث يستخدم الأطفال المنطقة البصرية الأولية في اللحاء في تعلم اللغة، ويستخدم الراشدون المنطقة الجبهية اليسرى لأداء الوظيفة نفسها.
وفي غضون السنوات القليلة المقبلة سيمكن التنبؤ بما سيكون عليه الأفراد من قدرات كالذكاء والذاكرة والقدرات الجسدية عن طريق دراسة الأحماض النووية للأفراد، حيث يدل تتابع معين من الأحماض الأمينية على وجود صفة بعينها فيما يعرف باسم البليمورفيزم، أي التنوع في الصفات نتيجة اختلاف الجينات، ولكن تبقى الدراسات الحديثة عاجزة عن تفسير الكثير من الجوانب النفسية والسلوكية للأفراد كالانطواء والانبساط، وأسباب زيادة نشاط منطقة بعينها في المخ استجابة لسلوك معرفي معين كزيادة نشاط اللوزة في الأشخاص المنبسطين، وكذلك عدم القدرة على تفسير قصور الأشخاص الأسوياء على تجاهل المشتِّتات فيما يعرف بقصور الانغلاق الحسي.
ولم يتوقف التقدم التكنولوجي على مجرد التنبؤ فحسب، بل تطور إلى صناعة شرائح يمكن غرسها في المخ لتحسين وظائفه، إلى جانب الوسائل الأخرى لقياس الدوافع الخفية لدى الأفراد كأجهزة كشف الكذب، وذلك عن طريق رصد ما يصاحبها من تغيرات فسيولوجية.
الفكرة من كتاب المخ الجديد: كيف يعيد العصر الجديد صياغة العقل
هل من الممكن أن يغير الإنسان من قدراته العقلية، وكيف يستطيع تحقيق الاستفادة القصوى من قدراته والتحكم في أدائه، وما أثر الانفعالات المختلفة في أدمغتنا وكيف تستجيب خلايانا العصبية لها، وهل بإمكان علماء الأعصاب مع استخدام وسائل التصوير الحديثة معرفة الدوافع الخفية للشعور لدى الأفراد وما العوامل المتحكمة في اتخاذ القرارات المختلفة؟
يحاول ريتشارد ريستاك الإجابة عن هذه الأسئلة عن طريق دراسة الدماغ البشري، محاولًا التقليل من غموضه وكشف أسراره، وإقرار أن الإنسان على قدر محدود من العلم أمام صنع الله البديع.
مؤلف كتاب المخ الجديد: كيف يعيد العصر الجديد صياغة العقل
ريتشارد ريستاك Richard Restak: طبيب أمريكي متخصِّص في الطب النفسي وطب الأعصاب، وأستاذ بجامعة جورج واشنطن في مجال طب الأعصاب السريري، وُلد عام 1942م، تعدُّ كتبه عن الدماغ هي الأكثر مبيعًا في ذلك المجال، له عشرات المقالات في الصحف الوطنية مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز، وأسهم بأبحاث عديدة في علمي الأعصاب والدماغ في الموسوعة البريطانية.
ومن أشهر مؤلفاته:
الدماغ.
عقل الرضيع.
رجل قبل التأمل.
الباحثون عن الذات.