المخاطر المحتملة
المخاطر المحتملة
ليس كل ما يلمع ذهبًا، كما أنه ليس ثمة شيء مثالي في نهاية المطاف، فإذا أمعنا النظر في الثورات العلمية المتعاقبة في تاريخ البشر، نجد أن كلًّا منها قد أفرزت العديد من الآثار الجانبية في حياة البشر، فالتكنولوجيا المستحدثة بوصفها ثورة غير مسبوقة في التاريخ البشري لما وفرَّته من فرص وإمكانيات، فإنها وعلى النقيض تمامًا قد أفرزت العديد من المخاطر الصحية والاجتماعية على السواء، فالتعرض المستمر للإشعاع منخفض التردُّد من الأجهزة المختلفة قد يسبِّب الإجهاض للحوامل والتهابات القرنية والقلق والتوتر العصبي للأطفال.
بل إن هناك بعض الدراسات التي ربطت بين الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من أجهزة الهاتف المحمول وبين أمراض المخ التي قد تصل إلى حد تحوُّل بعض الخلايا الطبيعية إلى أخرى سرطانية، بالإضافة إلى التجارب التي أثبتت الأثر السلبي لتلك الأجهزة في التركيز والإصابة بالصداع وكذا التأثير في معدلات الذكاء والنمو العقلي، فضلًا عن المرضى ممن يستخدمون بعض الأجهزة المزروعة في الجسم لتنظيم عمل القلب حيث تزيد فرص تأثر تلك الأجهزة بموجات أجهزة الموبايل.
كما لا يخفى على الجميع تلك الفوضى المستشرية على مواقع الويب والتطبيقات الخاصة بالشبكة العنكبوتية، مما جعلها أبواقًا إعلامية لاستهداف القيم المجتمعية والأخلاقية للشعوب المحافظة ونشر بعض الأفكار الهدَّامة لزعزعة الاستقرار الوطني، بالإضافة إلى عمليات القرصنة والسطو الإلكتروني وانتهاك الخصوصيات والسيطرة على المعلومات الشخصية للأفراد وعمليات المراقبة والتجسُّس والتلصُّص الرقمي، كما بات واضحًا اليوم أن أجهزة الحاسوب يتم استخدامها كمنصات إطلاق للصواريخ الرقمية فيما بات يعرف بالحروب السيبرانية والتي لا تقل قدرتها التدميرية على الحروب التقليدية.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
من الصعب أن تسير عكس التيار وأن تنتقد ما يتفق الجميع على مدحه، فرغم العديد من المؤلفات التي تناولت الثورة التكنولوجية الحادثة اليوم بالمدح وأثرها في الواقع البشري، يبقى لهذا الكتاب ميزة فريدة، وهي الرؤية النقدية التي انطبعت على أغلب فصول الكتاب، حيث يعرض الإيجابيات والسلبيات والمخاطر المحتملة، وتأثيرات عالم الاتصالات الحديث في المرأة والطفل والإعلام والسياسة والحروب.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
الدكتور شريف درويش اللبان: ولد في عام 1965، وحصل على بكالوريوس الإعلام من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1987 بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، فعُيِّن معيدًا بكلية الإعلام في العام نفسه، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على درجة الماجستير في العام 1990، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تمَّت ترقيته مدرسًا في عام 1994، وأستاذًا مساعدًا في عام 1999.
حصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للبحوث العلمية عام 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2000، وله العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة”.