المخاطرة للحصول على الموارد والحفاظ على البقاء
المخاطرة للحصول على الموارد والحفاظ على البقاء
النباتات الحولية هي النباتات التي تبدأ وتنتهي دورة حياتها في موسم واحد، ويستغرق ذلك وقتًا قصيرًا، ويُعد النمو في هذه الحالة مخاطرة، وتقوم النباتات بتقييم المخاطرة فتقل الطاقة الموجهة للنمو الخضري، في مقابل النمو السريع والإزهار وإنتاج البذور لتحافظ على بقائها، وتعتمد النباتات في كثير من المهام التي تؤديها على هذا التقييم للمخاطر.
عندما تكون الظروف المحيطة بالنبات متغيرة أو لا تلبي احتياجاتها أو تتسم بقلة الموارد فإنها تقوم بسلوكيات تتصف بالمخاطرة، وهذا مماثل لاستشعار الخطر عند الحيوان، واتخاذ قرار المخاطرة يؤثر في نمو النبات بأكمله، من خلال تقييم احتياجاته ومراقبة الإشارات البيئية وملاحظة التغير وسرعته، والاستجابة بما يتلاءم مع الظروف.
يقدر النبات فوائد المخاطرة ليستخدم الطاقة في النمو أو التكاثر أو الدفاع، بناء على ظروف البيئة وتوافر الموارد، ويقوم النبات بسلوك المخاطرة عندما تكون الموارد قليلة، وعندئذ يُغير توزيع الموارد، أو يحاول توفير موارد إضافية، أو يتعطل نموه، أو ينتج البذور، فمثلًا في حالة نقص الغذاء يمكن أن يطيل الجذور للبحث عن الغذاء، أو إزالة الاخضرار، أو العمل على زيادة امتصاص الغذاء من التربة، وفي حالة نقص الحديد يستخدم مواد كيميائية لزيادة امتصاصه، أو يزيد من قابليته للتحلل من خلال إخراج بروتونات في التربة، أما في حالة نقص النيتروجين يمكن أن يُنشئ علاقة تبادلية مع البكتيريا المثبتة للنيتروجين، والنبات في كل ذلك يكون متأكدًا من أن هذه الاستراتيجيات ستعود عليه بالنفع وتوفير الموارد أكثر من تكلفة الطاقة التي استخدمها.
الدروس المستفادة: ينبغي لنا زيادة حساسيتنا تجاه بيئتنا، وأن نقدم الدعم للآخرين بشأن أهدافهم البعيدة والقريبة وقراراتهم والفرص المتاحة أمامهم والوقت المناسب لإحداث التغيير على المستوى الشخصي والمهني، ويجب أن نمتلك المهارة في ملاحظة البيئة وأن نكون حذرين في الإقدام على المخاطرة واتخاذ قرار تخصيص طاقتنا المحدودة لأداء مهامنا، لنصل إلى أعلى مستوى من النمو والنجاح.
الفكرة من كتاب دروس من النباتات
تعلمت الكاتبة بصفتها باحثة في النباتات الكثير من الدروس، وتقدم في هذا الكتاب الاستراتيجيات والاستجابات التي تقوم بها النباتات على المستوى الفردي والجماعي لتتكيف مع الظروف المحيطة بها وتحافظ على بقائها، والهدف من ذلك زيادة وعينا بالنباتات والحِكَم التي يمكن أن نستقيها منها، مما يساعدنا على تقديم الدعم للآخرين والكائنات الحية.
مؤلف كتاب دروس من النباتات
بِروندا إل مونتجمري، باحثة في النباتات وأستاذة جامعية في جامعة ولاية ميتشيغان في أقسام الكيمياء الحيوية والكيمياء الجزئية والكائنات الدقيقة والوراثة الجزيئية، وعضوة في مختبر أبحاث النبات في الجامعة، حصلت على درجة الدكتوراه في بيولوجيا النبات من جامعة كاليفورنيا، ودرست الإرشاد والقيادة والأنظمة الأكاديمية والعلمية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
معلومات عن المترجم
الزهراء سامي، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، عَمِلت في مجال الترجمة، وتعمل حاليًّا مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي.
من أمثلة الكتب التي ترجمتها: “صانع النجوم” – “الطاعون القرمزي” – “مغامرة الرجل الزاحف”.