المحفزات والسلوكيات المؤدية إلى محاباة الأشرار
المحفزات والسلوكيات المؤدية إلى محاباة الأشرار
هناك بعض المحفزات المُعينة على محاباة الأشرار؛ منها: الميول العدوانية الموجودة لدى الإنسان؛ فنظرية عالِم النفس “سيجموند فرويد” تشير إلى أن الإنسان يميل إلى العنف بفطرته، ومِن أشهر مظاهر الميول العدوانية: شهوة الانتقام، وهذه الميول العدوانية والانتقامية يمكن إشباعها من خلال متابعة الشخصيات الشريرة ومحاباتهم، ومن المحفزات التي تعين على محاباة الأشرار أو الاقتداء بهم أيضًا: افتقار الإنسان إلى الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية؛ فوفقًا لـ”ماسلو” يحتاج الإنسان إلى إشباع حاجاته الفسيولوجية، ثم النفسية حتى يستطيع أن يحقق ذاته، فإذا فشل في إشباع الحاجات الفسيولوجية والنفسية لن يستطيع تحقيق ذاته، وبالتالي تتمكَّن منه مشاعر الحقد والغل تجاه مَن استطاعوا تحقيق تلك الحاجات التي حُرِم هو منها، وربما أدى به ذلك إلى البحث عن وسائل غير مشروعة ليحقق حاجاته النفسية مثل محاباة الأشرار وتقليدهم، ومن المحفزات كذلك: الاستجابة الشرطية؛ بمعنى وجود ارتباط قوي بين المثير والاستجابة بحيث يتم استحضار الاستجابة آليًّا حتى مع غياب المثير، فمثلًا يرتبط آخر الشهر عند البعض بالراتب الشهري، لذلك إن ارتبط شكل الشرير ببعض الإنجازات أو التضحيات فهذا يدعم ارتباط المشاهد به وزيادة تعلقه به، أو إن ارتبط شكل الشرير بالجمال والجاذبية فقد يقوِّي هذا تقبُّل المشاهدين له!
كذلك يمكن أن يطرأ التغيير على السلوكيات، فمن السلوكيات التي تساعد على محاباة الأشرار: طاعة رموز السلطة وتنفيذ أوامرهم دون تفكير؛ فكما أثبتت تجربة ملغرام يمكن للإنسان أن يقوم بأفعال شريرة ومؤذية فقط إذا طلب رئيسه منه ذلك وبخاصةٍ إذا أمِن العواقب، وفي تجربة أخرى بسجن ستانفورد قام متطوِّعون بأداء دور حراس السجن ومتطوِّعون آخرون بأداء دور السجناء، وقد تقمَّص كلٌّ منهم الدور بالفعل حتى أن حراس السجن المتطوعين كانوا يعذِّبون السجناء بطرق أفظع من الحراس الحقيقيين؛ وهكذا فيمكن لسلوك الإنسان أن يتغيَّر ويميل إلى الشر إذا أُسند إليه دور شرير.
الفكرة من كتاب الأشرار
هل شاهدتَ فيلم الجوكر أو فيلم ماليفيسنت أو حتى فيلم كرويللا؟ أصبح أشرار الأمس أبطال اليوم، وأبطال الأمس أشرار اليوم، هذه الظاهرة العكسية أصبحت تتكرَّر في كثير من أفلام السينما، حيث تكون شخصية شريرة هي بطلة الفيلم وتدور الأحداث حول الحياة الصعبة القاسية التي مرت بها الشخصية حتى أمست شريرة؛ فيتعاطف معها المُشاهد أو يقع في حبها في النهاية.
يناقش كتاب “الأشرار” هذه الظاهرة الغريبة من خلال رصد الأفلام التي ظهر فيها الشرير بشكل جذاب ومحبَّب للنفس، ثم يستعرض الأسباب التي تؤدي بنا إلى محاباة الأشرار والتعاطف معهم سواء أثناء مشاهدة الأفلام أو في حياتنا الواقعية، كما يتناول العوامل التاريخية والفلسفية التي هيَّأت العقل الغربي للتطبيع والتصالح مع الأشرار، وأخيرًا يتحدث عن العلاقة بين صناع القرار وتجار الإعلام التي يكون هدفها الأساسي التلاعب بالجماهير وتوجيه الرأي العام في اتجاهات معينة.
مؤلف كتاب الأشرار
عمرو كامل عمر: صيدلي وباحث وكاتب مصري، صدر له العديد من المؤلفات والكتب.
من مؤلفاته: كتاب “حصان طروادة”، وروايتا “1984” و”سينماتوغراف”.
كريم طه: خبير تسويق مصري.
محمد الهمشري: أخصائي أمراض نفسية مصري.