المحافظة والداخلية والشؤون الاجتماعية
المحافظة والداخلية والشؤون الاجتماعية
يقول وجيه أباظة عن تعريفه لكلمة محافظ: “المحافظ هو عمدة، مهمته جمع الناس حوله ومشاركتهم أدق تفاصيل مشكلاتهم اليومية، المحافظ رجل يمتلك مكتبًا ينجح كلما اقترب من حالة مصطبة العمدة” وقد كان وجيه مثالًا لتعريفه، فقد كان برنامجه يبدأ من السادسة صباحًا بزيارة المستشفيات والمدارس وغيرها، وكان يقيم مؤتمرًا مفتوحًا للنقاش بين المسؤولين و المواطنين أسبوعيًّا.
استطاع وجيه أباظه التعرف بنفسه على مواطن الإهمال ووضع يده على العيوب، واعتمد ما يظهر أنه
الأصلح للخدمة العامة، ولهذه الأسباب وغيرها بقي أباظة محافظًا للبحيرة لمدة ثماني سنوات رفض خلالها الوزارة، ولكنه بعد استقرار الأوضاع في البحيرة قَبِل اختياره محافظًا للقاهرة لمدة عام.
نتحدث أيضًا عن أحمد رشدي وزير الداخلية، الذي تحوَّل دون سابق ترتيب إلى وحدة قياس مدى الفارق الذي يصنعه أي وزير آخر، حيث عمل في مواجهة ثلاث حروب فواجهها بما يقترب من المثالية، وهذه الحروب: حرب الانضباط، حرب المخدرات، حرب الفساد.
بالنسبة لحرب الانضباط فقد واجهها رشدي بعدد من القوانين الحاسمة وبفرض وجود القيادات الكبيرة في الشارع بنفسها للتأكد من تنفيذها، أما حرب المخدرات فقد تمثَّلت في كون حيِّ الباطنية مكانًا لتجار المخدرات وتواطؤ المخبرين مع التجار، ولحل هذه الأزمة أقامت وزارة الداخلية حفلًا لتكريم العاملين ودعت إليه المخبرين ثم استغلت هذه الفرصة وهاجمت المنطقة فكانت ضربة موجعة للتجارة أجهزت عليها بشكل لا يستهان به.
أما حرب الفساد فقد كانت هي الشوكة في حلق الوزير، وبخاصةٍ حين اتهم شقيق مجلس الشعب بق
ضية رشوة واختفى المتهم، ما أدَّى إلى اتهام البعض وزارة الداخلية بتسهيل هروبه، وفي هذه الأثناء راقبت قوات الشرطة كل من له صلة بالمتهم حتى تم القبض عليه في الإسكندرية في انتصار كبير لكرامة الوزارة والوزير.
ولا يمكننا الحديث عن الوزراء المؤثرين من دون الحديث عن حكمت أبو زيد ابنة الصعيد التي تحدَّثت بحضور عبد الناصر خلال جلسات مناقشة ميثاق الثورة، واعترضت على ضعف تمثيل المرأة بالميثاق، فتم تعيينها وزيرة للشؤون الاجتماعية، وكانت وراء العديد من المشاريع المهمة مثل مشروع محو الأمية ومشروع الأسر المنتجة وقانون عمل المنظمات الأهلية وكان لها دور في مؤسسات رعاية الأطفال.
عادت حكمت إلى وظيفتها الأساسية التدريس بالجامعة بعد رحيل عبد الناصر وعملت أستاذًا مساعدًا في جامعة الفاتح بليبيا، ثم حدث أن خالفت حكمت السادات بمعارضتها لاتفاقية السلام مع إسرائيل فتمَّ اتهامها بالخيانة ورفض تجديد جوازها، ما اضطرها إلى العيش كلاجئة حتى أصدر مبارك قرارًا بعودتها إلى مصر.
الفكرة من كتاب صنايعية مصر
يتم إطلاق أسماء الأشخاص على الشوارع والطرق تكريمًا لهم وتخليدًا لذكراهم لما قدَّموه لخدمة الوطن مثل شارع محمد مظهر في الزمالك على سبيل المثال، ومع ذلك لا يعرف معظم الناس شيئًا عمَّن تحمل هذه الشوارع أسماءهم، ومن هنا يأتي هذا الكتاب الذي بدأ العمل عليه ونشرت حلقات منه بصورة غير منتظمة في 2013م في موقع “التحرير”، ثم نشرت بشكل منتظم في 2015م في جريدة التحرير.
في الكتاب يعرفنا عمر طاهر على أكثر من ثلاثين شخصية أثَّرت في التاريخ المصري والثقافة المصرية، فرسموا ملامح البلد وشكَّلوا جزءًا من تاريخ سكانه ولم يحصلوا على نصيبهم من الضوء والاعتراف بالفضل، نستعرض بعضًا منها في السطور التالية.
مؤلف كتاب صنايعية مصر
عمر طاهر: كاتب مصري ولد في صعيد مصر في منتصف السبعينيات، كتب في معظم الصحف والمجلات المصرية، وصدرت له عبر السنين العديد من الأعمال المتنوِّعة، قدَّم عمر طاهر كذلك البرامج الإذاعية مثل برنامج “الطريق إلى عابدين”، كما قدم برامج تلفزيونية مثل “مصري أصلي”.
من مؤلفاته: كتاب “أثر النبي”، وكتاب “حواديت برما”، كما أصدر عددًا من دواوين الشعر مثل ديوان “قهوة وشيكولاتة”، وديوان “مشوار لحد الحيطة”.