المتعهد وبناء المشروعات
المتعهد وبناء المشروعات
يبدأ كثير من المتعهدين مشروعاتهم استجابة لإحدى الكوارث الطبيعية مثل المجاعات، أو الكوارث التي من صنع البشر مثل التلوث، أو لتجنب حصول كارثة وشيكة مثل فروق معدلات الدخل التي تتزايد بين أفراد المجتمع، وتتبع المؤسسات التي يقيمها المتعهدون واحدًا من ثلاثة نماذج بحسب رؤية كل متعهد، وجميع هذه النماذج تسعى وراء أهداف اجتماعية، لكنها تختلف في الطريقة التي يسير من خلالها العمل داخل المؤسسة.
يُمثل النموذج الأول النموذج غير الربحي، وهو من النماذج الأكثر انتشارًا، وتركز جهود المؤسسات التي تعمل بالنماذج غير الربحية على المصالح العامة التي تحتوي على تحديات فشلت الأسواق التِجارية أو الحكومات في معالجتها، مثل الصحة أو التعليم، وتسعى هذه المؤسسات إلى توصيل خدماتها إلى الفئات الأضعف اقتصاديًّا.
ومع تزايد المؤسسات غير الربحية وقِلة مصادر التمويل، بدأت بعض المؤسسات في استخدام النموذج الثاني وهو النموذج غير الربحي المهجّن، وهذا النموذج يحقق بعض الاستدامة المالية للمؤسسة، لكن يستهلك بناؤه كثيرًا من الوقت، واتجاه المؤسسات التي تتبع هذا النموذج يماثل اتجاه المؤسسات غير الربحية، لكن المؤسسات المهجنة تملك القدرة على استعادة حصة من تكاليف الخدمات التي تقدمها عن طريق بيع السلع أو تقديم الخدمات إلى الفئات الأكثر ثراءً وتحقيق ربح.
تميل بعض المؤسسات الأخرى إلى تطبيق نموذج ثالث وهو النموذج الاجتماعي التجاري، عن طريق إنشاء مؤسسات ربحية تركز على مهام اجتماعية، وتختلف هذه المؤسسات عن مؤسسات التيار التجاري المعهود في كونها تهدف إلى تحقيق المنفعة المالية، ليس بهدف تحقيق الأرباح أو التكثير من العوائد المالية لحملة الأسهم، ولكن لإيصال الخدمات إلى عدد أكبر من الجماعات المنخفضة الدخل، ويمكن لهذه المؤسسات الحصول على تمويل من المستثمرين بسهولة، لكنها تظل في حالة توتر دائم نتيجة محاولة الموازنة بين الرسالة الاجتماعية والسعي وراء الوصول إلى الاستدامة المالية.
الفكرة من كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
ربما يقتضي العقل محاولة التوافق مع العالم الذي نعيش فيه، ومع ذلك فإن بعض الأشخاص يسعون إلى تغيير العالم حتى يوافق أحلامهم وطموحاتهم، وبينما يرى بعضُ الناس هؤلاء الأشخاص “حمقى”، يرى بعضهم الآخر أن تقدم هذا العالم مرهون بهؤلاء الحمقى، وهؤلاء الحمقى هم المتعهدون الاجتماعيون ممن يسعون إلى تحقيق أهداف اجتماعية أو بيئية لا تحظى بالاهتمام الكافي من الأسواق التجارية المعتادة أو الحكومات، يتضمن الكتاب تعريف المتعهد ونماذج العمل التي تتبعها المؤسسات الاجتماعية وطرائق التمويل التي يعتمدون عليها، وكيف يفكرون ويبنون الأسواق الجديدة للمستقبل، مع ذكر بعض التجارب الريادية التي نجحت في تغيير المجتمعات التي نشأت فيها.
مؤلف كتاب قوة الحمقى: كيف يخلق المتعهدون الاجتماعيون الأسواق التي تغير العالم
جون إلكنتون: وُلِدَ في بريطانيا عام 1949م، درس في جامعة لندن ثم أسس منظمته الخاصة التي تعمل في مجال تقديم الاستشارات للشركات التي تسعى إلى تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، له مؤلفات أخرى لكنها لم تُتَرجَم إلى العربية من أهمها كتاب:
The Chrysalis Economy.
باميلا هارتيغان: عملت على مدار ثمانية أعوام مديرة لمؤسسة شواب السويسرية للتعهدات الاجتماعية والبيئية، ثم عملت في ما بعد مديرة لمركز سكل للتعهدات الاجتماعية الذي تأسست المؤسسة القائمة على تمويله في جامعة أكسفورد البريطانية.
معلومات عن المترجم:
أسامة الغزولي: يعمل صحفيًّا ومترجمًا، وقد عمل بالترجمة لدى القوات المسلحة المصرية وعدة صحف مصرية وعربية بالإضافة إلى بعض المنظمات الدولية، ترجم عدة كتب أخرى منها كتاب السينما والأيديولوجية وشباك التذاكر.