المتطلبات الأساسية لقيادة العالم
المتطلبات الأساسية لقيادة العالم
تقدم الدول الآسيوية ومنظماتها الإقليمية برهانًا على تطور الكفاءة الآسيوية، وهذا ما يفسر عدم الحاجة إلى استخدام القوة بين دول شرق آسيا، فيرجع الفضل في العلاقات الجيدة بين الصين ودول شرق آسيا المجاورة إلى حكمة “دينج شياو بينج” في الترويج للمصلحة الاقتصادية على الخلافات السياسية القديمة بين دول شرق آسيا، والعالم بحاجة إلى منظمات دولية بمواصفات ومزايا تناسب التطورات الجديدة في ظل النهضة الآسيوية، فيلزم إصلاح المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، وإعادة النظر في تكوين مجلس الأمن وأعضائه الدائمين، وينبغي تغليب مبدأ الجدارة والاستحقاق في اختيار رؤساء المنظمات بدلًا من عامل الجنسية، وبالنظر في التاريخ فإن قيادة العالم تكون من نصيب القوة الصاعدة الجديدة،
وتمثلها دول شرق آسيا والصين أو الهند بالتحديد في وقتنا الحالي، فالصين تعد نموذجًا ملهمًا للدول النامية يعوضهم عن اليأس المصاحب للمقارنة بالغرب، ومن أجل هذه القيادة تحتاج الصين إلى مزيد من الانفتاح على العالم، والاهتمام بالتنمية العالمية بدلًا من التركيز على التنمية المحلية فقط، أما الهند فيرجح كفتها انفتاحها الثقافي الكبير على العالم ونظامها الديمقراطي في تولي القيادة العالمية.
إن التحدي الرئيس في عصرنا الحالي هو الحكمة في تطبيق المبادئ الغربية المتمثلة في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحكم القانون، ومثلما تهتم الدول الغربية بإرساء أنظمة حكم ديمقراطية في دول العالم فيجب عليها أن تمنح الفرصة لتطبيق الديمقراطية في النظام العالمي الجديد.
الفكرة من كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
يختلف ما في هذا الكتاب عما اعتاد الغرب سماعه من مفكريهم، فالكاتب بصفته شاهدًا من مواطني آسيا قريبًا من غرف صنع القرار، ومطّلعًا على الأحداث، يبين أن الغرب بجانب دوره الأساسي في عملية التغيير، فهو جزء رئيس من المشكلة التي تقف في طريق إعادة ترتيب النظام العالمي، ويعطي الكتاب فرصة للمواطن الغربي أن يأخذ مقعدًا طالما تُرِكَ لبقية العالم، حتى يعرف نظرة الدول الأخرى إلى ما كان عليه العالم تحت القيادة الغربية، ويوضح الكاتب ما يحدث في آسيا من نهضة اقتصادية وعلمية، ويحلل أسباب ما نراه من تحول في موازين القوى نحو الشرق الأقصى.
مؤلف كتاب نصف العالم الآسيوي الجديد: التحول الجارف للقوة العالمية نحو الشرق
كيشور محبوباني: دبلوماسي سنغافوري، وأستاذ ممارسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية في مدرسة لي كوان يو، وعميد للمدرسة، شغل منصب سفير سنغافورة في الأمم المتحدة، وكان السكرتير الدائم لوزارة الخارجية بسنغافورة من 1993م حتى 1998م، ويعمل عضوًا بمجالس إدارة عديد من المؤسسات في سنغافورة وأوربا وأمريكا الشمالية.
ومن مؤلفاته:
هل يمكن أن يفكر الآسيويون؟
ما بعد عصر البراءة: إعادة بناء الثقة بين أمريكا والعالم.
معلومات عن المترجم:
سمير كريّم: مدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل وكيلًا أول لوزارة الاقتصاد والتعاون الدولي، وعمل مديرًا تنفيذيًّا لبنك التنمية الإفريقي ممثلًا لمصر وجيبوتي.