المبالغة في نقل الوضوح
المبالغة في نقل الوضوح
وما إن يصبح الفريق متماسكًا، ويعمل على إرساء الوضوح والاتساق فيما يخص إجابات الأسئلة الستة، حتى يتم التقدم إلى الخطوة التالية لبناء منظمة صحية، وهي المبالغة في نقل تلك الإجابات الستة؛ مرة واثنتين وثلاثًا وستًّا، فالأشخاص يتشكَّكون فيما يتم إخبارهم به، ما لم يسمعوه باستمرار، فكل قائد فريق تقريبًا يقول إن الجودة أهم ما في العمل، وللعميل ما يريد، والموظفون أهم أصول المنظمة، حتى صارت هذه الرسائل هزلية ولا يتم تصديقها، لذا أحد أفضل اختبارات الجدية هو تكرار الرسالة على مدار فترة زمنية، وفي مجموعة متنوِّعة من المواقف المختلفة وبين أشخاص مختلفين، للأسف يفشل القادة في فعل ذلك؛ حيث يخشون أن تكرار رسائلهم سيُشعِر موظفيهم بأنهم يتعاملون معهم بتعالٍ، ولا يدركون حاجة الموظفين إلى التكرار؛ فهم يعلمون أن عملية نقل الرسائل ليست ذهنية بقدر ما هي عاطفية، وما زالت الوسيلة الأكثر فاعلية لنقل رسالة ما حتى في المنظمات الضخمة هي الكلمة الشفهية، فرؤية القائد والاستماع إلى نبرة صوته أمر حيوي للموظفين.
وأفضل طريقة لضمان أن الرسالة قد نُقِلت في أي منظمة هي نشر شائعات حولها، ولذا يجب على القادة أن يخرجوا من الاجتماع مقرِّرين أيٍّ من قراراتهم جاهز ليتم نقله وأيهما ليس جاهزًا بعد، والخروج ونشر شائعات حقيقية حولها، فالعالم مليء بالمنظمات التي يشعر الموظفون فيها بالجهل والتخبُّط رغم إمكانية وصولهم إلى نشرات بريدية برَّاقة، واجتماعات مصطنعة للموظفين.
وتزويد الموظفين بوسيلة للتواصل تصاعديًّا مع قادتهم أمر مهم في أي منظمة، لكنه ليس الحل الشافي، حيث يوفِّر التواصل التصاعدي معلومات للقادة حول احتياجات وقيم وتصوُّرات الموظفين، لكن غالبًا ما يؤدي ذلك إلى مفاقمة الإحباط في المنظَّمة، حين لا يمكن استيعاب تلك المساهمات واستغلالها، وخصوصًا إذا كانت فرق القيادة غير متماسكة، لا تتفق حول إجابات مشتركة عن الأسئلة الحيوية، والمفتاح الوحيد لنجاح هذه الوسيلة هو ألا يقدِّم القادة انطباعًا بأنهم يتنازلون عن مسؤوليتهم في اتخاذ القرار من خلال منح الموظفين فرصة للاختيار، فالمنظمات الكبرى لا تُدار كمؤسسة ديمقراطية أبدًا.
الفكرة من كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
يعتقد أغلب القادة أنهم يستطيعون اكتساب ميزة تنافسية عن طريق أفعال تتعلق بالاستراتيجية أو الشؤون المالية أو التسويق، لكن يعتقد الكاتب أن الميزة التنافسية يُمكن اكتسابها من خلال الطريقة التي يدير بها القادة منظماتهم، والتي أطلق عليها الصحة التنظيمية، فيقدم دليلًا شاملًا للمنظمات حتى تُصبح أكثر صحة.
مؤلف كتاب الأفضلية.. لماذا تتفوَّق الصحة التنظيمية على كل شيء آخر في الأعمال
باتريك إم. لينسيوني : مؤسس ورئيس The Table Group؛ وهي شركة استشارات إدارية متخصصة في الصحة التنظيمية، وتطوير الفريق التنفيذي، له العديد من المؤلفات، منها:
الإغراءات الخمسة للرئيس التنفيذي.
حقيقة انخراط الموظفين في العمل.
أوجه الخلل الخمسة التي تُصيب أي فريق.
الدافع.