المال والصحة.. دافعان إلى الجري
المال والصحة.. دافعان إلى الجري
تختلف دوافع الجري، ويُعد المال أقواها، ولكن قوانين اللجنة الدولية منعت العدائين من أخذ أموال لقاء جريهم، حتى عام 1980م، عندما سمحت بالرعاة والتمويل والجوائز المالية، وتولت شركة نايكي الرعاية الرئيسة، وضاعفت أرباحها حول العالم، وأصبح العداؤون نجومًا ومشاهير، وواجهات إعلانية مثالية للترويج للمنتجات المختلفة، وبحلول عام 1990م، كان عدد الرعاة قد زاد بتضاعف، بالإضافة إلى دخول الوكلاء الرياضيين في الصورة، ومثّل ذلك حافزًا إضافيًّا لا يقاوم لعدائي البلاد الفقيرة، وفرصة للتخلص من فقرهم والهرب عبر الجري.
ولكن قبل ذلك بكثير في عام 1928م، عندما كانت الأموال محرمة على العدائين، أقام رجل أعمال أمريكي سباقًا طويلًا، من لوس أنجلوس إلى نيويورك، بجوائز مالية كبيرة، طمعًا في الحصول على أضعاف ما يدفعه مقابل أموال الإعلانات والدعايا، وبعد تنافس مرير بين عدائين سافروا من جميع أنحاء العالم، فاز الهندي “أندي باين” بالسباق، بوصوله بعد 573 ساعة إلى نيويورك، وبعد حصوله على الجائزة درس القانون وتزوج واستقر بأمريكا، بينما خابت أطماع رجل الأعمال ولم يحقق الأرباح التي توقعها، فأعاد السباق مرة أخرى بالعام التالي، ولكن هذه المرة من نيويورك إلى لوس أنجلوس، ومع الأسف لم تتغير النتيجة وفشل مرة أخرى.
هل هناك دافع آخر إلى الجري غير المال؟ بالتأكيد، ففي نيوزيلندا أقيم نادٍ للركض البطيء أو الهرولة، ضم كبار السن والمصابين بالسمنة وأمراض القلب، بمبادرة وتحت إشراف الأطباء، للتخلص من العادات السيئة والاكتئاب ولتحسين اللياقة البدنية، وأخذت شعبية النادي تزداد، وجميع المنضمين لا يرغبون في المنافسة، ولا تحقيق مجدٍ شخصي، بل شعارهم الركض لصالح الصحة.
الفكرة من كتاب الجري: تاريخ غير تقليدي
متى بدأ الإنسان في الجري؟ لا توجد إجابة أكيدة، فالجري قديم قدم الإنسان نفسه، ولم ينحصر في حضارة دون أخرى، فلقد ركض الفراعنة والسومريون، وتسابق العداؤون اليونانيون في الساحات الأولمبية، حتى أوربا وآسيا لم تسلما من عدوى الركض.
سَنَجُوب قارات العالم القديم والحديث لنسمع الحكايات الشعبية عن الركض، ونكتشف الأساطير المرتبطة به، ونفهم لماذا قدس القدماء الجري، ونعلم كيف أضفت جميع الثقافات لمستها الخاصة على الجري، وماذا مثّل لهم، وما المراحل التي مر بها حتى أصبح وسيلة لكسب المال، ومدى إمكانية أن يغيّر الجري من حياتك.
مؤلف كتاب الجري: تاريخ غير تقليدي
ثور جوتاس: هو مؤرخ فلكلوري نرويجي، ولد في برومندال عام 1965م، يعمل محررًا رياضيًّا ومعلقًا للأحداث الرياضية على التلفزيون النرويجي، وقد شارك أيضًا في عديد من الفاعليات الرياضية الكبرى حول العالم، بالإضافة إلى أنه ألقى المئات من المحاضرات على مدى السنوات العشرة الماضية في عديد من السياقات المختلفة، كما أنه أعطى صوتًا لأحد عشر مسلسلًا إذاعيًّا حول مواد كتابه الخاصة.
ويعد ثور جوتاس من أهم الكتاب في مجال الركض، وله تأثير كبير في المجتمع الرياضي النرويجي والعالمي، وقد ألَّف عديدًا من الكتب التي تناولت تاريخ الركض منذ أيام الإغريق القدماء حتى العصر الحديث، ومن أشهر كتبه:
Magnus
Brødrene kvalheim – to løperliv
Taterne – livskampen og eventyre
معلومات عن المترجمة:
نادين الخطيب: مترجمة ورسامة سورية، ولدت في دمشق عام 1977م، حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة دمشق، ثم درست الترجمة في جامعة البعث في حمص، وعملت مترجمة للغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وأيضًا رسامة للكاريكاتير والرسوم المصورة، قدّمت أعمالها في معارض فنية دولية، وحصلت على جوائز عديدة عن أعمالها الفنية، ومن الأعمال التي شاركت في رسمها: بعض أعمال سلسلة صديقي شوشو.