المال والشعور بالسعادة
المال والشعور بالسعادة
إن ارتفاع الدخل المادي للشخص -لا جدال- يمثل أحد العوامل التي تؤثر في درجة شعوره بالسعادة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، إلى أي مدًى يؤثر الدخل المادي في مستوى السعادة لدى الشخص؟ وما مدى صحة وجهة النظر التي تدعي أن المال وحده يمكن أن يجلب السعادة إلى حياة الشخص؟
تشير الدراسات إلى أن المال واحد من عوامل كثيرة تؤثر في درجة شعور الشخص بالسعادة، وإذا وُجِدَ بمفرده فليس بالضرورة أن يجلب السعادة إلى حياة الشخص، إذ يعد وجود المال بمفرده ضئيل الأثر مقارنةً بوجود العوامل الأخرى مجتمعة.
وأبرز الدلائل على أن وجود المال بمفرده ليس بالضرورة أن يجلب السعادة، هو أن حدوث تغير مفاجئ في مستوى الرفاهية بحياة الشخص نتيجة إرثه لمبلغ مالي كبير، أو فوزه بإحدى المسابقات، لا ينتج عنه بالضرورة تحسن في درجة شعور الشخص بالسعادة، بل على العكس من ذلك، فغالبًا ما تنشأ عنه اضطرابات في حياة الشخص نتيجة التغيرات المفاجئة في طريقة الحياة، التي ينشأ عنها فقد الشخص لعديد من العلاقات الاجتماعية، وتركه لعمله أو تغييره، وزيادة معدلات شعوره بالقلق.
الفكرة من كتاب سيكولوجية السعادة
إن مصطلح السعادة يستخدم بشكل يومي في عصرنا الحديث خلال الحديث بين الأصدقاء، وبين زملاء العمل، وبين أفراد العائلة.
وأصبحت القرارات والسلوكيات اليومية التي تصدر عن الشخص تحتكم إلى مستوى شعوره بالسعادة والرضا عند القيام بها، وليس إلى درجة صحة السلوك أو خطئه.
وباختصار.. أصبحت السعادة في عصرنا الحديث مطمعًا لكل فرد داخل المجتمع، فما مفهوم السعادة؟ وما أهم العوامل التي تؤثر في درجة شعور الشخص بالسعادة في أثناء حياته؟ يحاول هذا الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات، عن طريق الاستعانة بعديد من الدراسات التي تناولت قضية السعادة، وعلاقتها بالأنشطة اليومية في حياة كل شخص من زوايا مختلفة.
مؤلف كتاب سيكولوجية السعادة
مايكل أرجايل: أستاذ باحث بعلم النفس الاجتماعي في جامعة أكسفورد، له عشرات من البحوث المنشورة، وعديد من الكتب المؤلفة في مجال علم النفس الاجتماعي، تُرجم له إلى العربية مؤلَّف بعنوان: “علم النفس ومشكلات الحياة الاجتماعية”.
معلومات عن المترجم:
فيصل عبد القادر يونس: أستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، نشر له عديد من البحوث في موضوع علاقة البيئة بالسلوك، وتأثير البيئة في شخصية الفرد.