الماركسية والعداوة الأبدية للرأسمالية
الماركسية والعداوة الأبدية للرأسمالية
نشأت الماركسية كرد فعل عكسي على نشأة الرأسمالية على يد كارل ماركس، الذي يعد كتابه “رأس المال” هو مصدر إلهام الماركسيين، ويمكن القول إن النزعة الفلسفية طغت على المذهب الماركسي، حيث لم تكن هناك نظرية اقتصادية ماركسية مكتملة الأركان تستطيع أن تجابه الرأسمالية في الميدان، بل ربما اشتهرت الماركسية فقط بمحاولاتها المستميتة للهجوم على الرأسمالية، إذ وجهت عدة انتقادات للنظام الرأسمالي، إذ تمثل أهم انتقاداتها حول فائض القيمة والاستغلال، إذ تبنى الماركسيون فى أول أمرهم معيار العمل لتحديد قيمة السلع والخدمات، وعلى ذلك فقيمة السلعة تتحدد بعدد ساعات العمل المنفقة في إنتاجها، ولكن الرأسمالي يجبر العمال على العمل عدد ساعات أكثر حتى يتسنى له تحقيق الفائض الذي يحقق الربح بالنسبة إليه مقابل امتلاكه لوسائل الإنتاج.
والانتقاد الثاني وهو ميل الربح إلى التناقص، وقد تنبأ ماركس باتجاه المنشآت لزيادة كثافة رأس المال على حساب العمل، وبما أن العمل -في نظر ماركس- هو صانع القيمة وبالتالي يصنع الربح “فائض القيمة” فتناقص العمل يعني تناقص فائض القيمة الذي يعني بدوره تناقص الربح، والانتقاد الثالث هو الفقر العام، فنتيجة زيادة الكثافة الرأسمالية في المشاريع على حساب العمل ينخفض الطلب على العمالة ومع زيادة معدلات الكثافة السكانية يكثر عرض العمالة، وبالتالي يظل محكومًا على العمال بانخفاض أجورهم وتقوقعهم داخل بوتقة الحد الأدنى للأجور “حد الكفاف”.
والانتقاد الرابع هو حدوث الأزمات الاقتصادية كنتيجة لتناقص معدلات الربح، التي تؤدي إلى ضعف حافز الاستثمار عند المنتجين، وبالتالي يقل الإنتاج لا سيما مع الأجور التي تتمحور حول أجر الكفاف، وبالتالي ضعف القوى الشرائية مما ينشأ عنه عدم إمكانية تصريف جميع السلع المنتجة فينشأ بذلك الركود وضعف الإنتاجية والكساد والبطالة، وغيرها، كما حاربت الماركسية المصلحة الخاصة والحرية الاقتصادية، ونادت بتدخل الدولة وسيطرتها على جميع أوجه النشاط الاقتصادي وشككت في قدرة السوق على تنظيم المشهد الاقتصادي، كما تنبأت بأن الرأسمالية تحفر قبرها بيدها، وأنها لا تعدو أن تكون مرحلة انتقالية لسيادة المذهب الماركسي.
الفكرة من كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
“إن أفكار الاقتصاديين الكبار هزت دعائم العالم، والأخطاء التي وقعوا فيها كانت مسؤولة أن تؤدي إلى النكبات!”.
يعدُّ هذا الكتاب سردًا وتحليلًا في الوقت ذاته لأبرز المحطات التي مر بها تدوين علم الاقتصاد منذ الحضارات القديمة حتى اليوم، مبينًا تطور الثراء الفكري للعقل البشري عبر الحقب الزمنية المختلفة.
مؤلف كتاب دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر الاقتصادي
حازم عبد العزيز الببلاوي: أستاذ دكتور في الاقتصاد ومفكر وكاتب مصري، ولد في 17 أكتوبر عام 1936، بالقاهرة، وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد من فرنسا عام 1964، واختير في 2011 نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للمالية، كما شغل سابقًا منصب رئيس الوزراء في مصر عام 2013، ويشغل حاليًّا منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي،كما يشغل منصب مستشار صندوق النقد العربي بأبوظبي.
له العديد من المؤلفات، أبرزها:
· النظام الاقتصادي الدولي المعاصر.
· المجتمع العربي في عصر العولمة.