المآذن العالية (الخطة بدر)
المآذن العالية (الخطة بدر)
الخطة بدر هي خطة المآذن العالية في صورتها الأخيرة، ويوضح الشاذلي أنها “كانت تحوي قرارًا بخصوص عبور قناة السويس وعمل مواجهة واسعة. تولدت هذه الخطة بسبب أننا إذا قمنا بتركيز هجومنا على مواجهة صغيرة فإن ذلك يعرض قواتنا لضربات جوية شديدة، ولكن لو قام العدو بتوزيع هجماته المضادة على طول المواجهة فإنه سوف يضطر إلى توزيع مجهوداته، وسيكون لدينا قدرة أفضل لصد هجومه المضاد”.
ويتابع: “إنه في أبريل 73 أخبرنا وزير الحربية برغبته في تطوير هجومنا في الخطة، لكي يشمل الاستيلاء على المضايق”.
وأعد له الشاذلي مذكرة يشرح له صعوبة ذلك. فذكر وزير الحربية أنه “إذا علم السوريون بأن خطتنا هي احتلال 10 – 15 كم شرق القناة، فإنهم لن يوافقوا على دخول الحرب معنا”. وأخبره الشاذلي أنه “بإمكاننا أن نقوم بهذه المرحلة وحدنا وأن نجاحنا سيشجع السوريين على الانضمام إلينا، ولكن الوزير قال إن هذا الرأي مرفوض سياسيًّا، وبعد نقاش طويل طلب وزير الحربية تجهيز خطة تشمل تطوير الهجوم للمضايق بعد العبور لعرضها على السوريين”.
ويروي الفريق في مذكراته أنهم قاموا بتجهيز الخطة الجديدة ولم تكن سوى جرانيت 2 بعد إجراء تعديلات طفيفة عليها وإدماجها مع الخطة بدر، وكانت المرحلة الأولى تسمى “بدر” والثانية “جرانيت”، وأنهم من البداية كانوا يعلمون أنهم لن يستطيعوا تنفيذ المرحلة 2.
وعن هذه الخطة يقول الشاذلي: “إن ضعف قواتنا الجوية وضعف إمكاناتنا في الدفاع الجوي ذاتي الحركة يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ولكن في استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترًا شرق القناة”.
الفكرة من كتاب مذكرات حرب أكتوبر
يتحدث الفريق سعد الدين الشاذلي عن أحداث حرب أكتوبر المصرية في كتابه “مذكرات حرب أكتوبر”؛ الذي جاء في عدة فصول أرخ فيها الشاذلي شهادته الكاملة عن فترة الإعداد للحرب وصولًا إلى روايته لما دار من وقائع خلال سير العمليات الحربية، وما دار خلف الأبواب المغلقة في غرف العمليات، وكيف تم التخطيط والتنفيذ لحرب أكتوبر والأخطاء الجسيمة التي تلت النجاح الابتدائي الباهر، كما يكشف الصدام الواقع بين العسكريين والسياسيين.
مؤلف كتاب مذكرات حرب أكتوبر
الفريق سعد الدين الشاذلي (1 أبريل 1922- 10 فبراير 2011)، هو قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لمصر لدى إنجلترا والبرتغال ومحلل عسكري. ويعدُّ واحدًا من أهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة، ويوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر المجيدة، وهو واضع خطة العبور.
كتب العديد من الكتب عن الحروب والسياسة منها: “حرب أكتوبر، والخيار العسكري العربي، والحرب الصليبية الثامنة وأربع سنوات في السلك الدبلوماسي”.