الله في العبادات
الله في العبادات
نزلت عقيدة التوحيد كاملةً على قلب آدم عليه السلام، وعلمه ربه الأسماء كلها، ولكن لظروف الجهل والنسيان التي تطرأ على الجيل بعد الجيل، ظهر جيلٌ من ذرية آدم لا يعرف الله، وبدأ في الاجتهاد البشري يستدل على وجود الله بعقله وبما يراه حوله، حتى وصل إلى توحيد الله مرةً أخرى على أساسٍ عقلي.
والناظر في هذا التاريخ السابق ذكره قد يتوهم للوهلة الأولى أن الدين ما هو إلا فكرة نشأت في رحم الجهل والتخلف، ولكنه يجب أن يرفض كذلك الطب والهندسة وسائر العلوم والصناعات، وإنما يدرك الناظر المتمهل أن هذا التاريخ هو الدليل الصائب على وجود الله وإنزاله الديانات، ﻷن العقل البشري في طفولته كان يبحث عن الله، وكان مركوزًا في فطرته ذلك الشغف والشوق إلى الإله الذي خلقه.
والأديان السماوية إنما نزلت بكمالها، وكل ما سواها من العقائد لم تكن سوى محاولات للتوصل إلى الله، حتى جاء الرسل بالحقائق القاطعة التي لا تقبل الشك، وجاء القرآن في ذروة هذه الرسائل بعد نضوج العقل البشري، مؤكدًا ذات العقيدة التي جاء بها آدم عليه السلام وهي توحيد الله.
الفكرة من كتاب الله
يناقش الكتاب بطريقة مبسطة فكرة وجود الله، وتصورات الناس عن الله لا تخرج إجمالًا عن دوائر ثلاث، إما أن ينكر الإنسان وجود الله، وإما أن يعترف بوجوده دون الدين، وإما أن يعبده من خلال الدين، ويطوف الدكتور بنا خلال هذا الكتاب عبر وجهات النظر الثلاث، محاولًا سرد وجهات النظر كلها بعبارة سهلة قريبة.
مؤلف كتاب الله
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته: لغز الموت – السر الأعظم – القرآن كائن حي – رأيت الله – على حافة الانتحار، وغيرها.