الله عند الذين أنكروه
يرى الكاتب أن كل الذين أنكروا الله كانت لهم حجة، ولكنها دائمًا ما تكون واهية، فزعم بعضهم أن الله فكرة اخترعها الإنسان ليُمنّي نفسه بأحلام الخلود بعد الموت والجنة والنار، ونسوا أن الأديان التي تبشر بالفناء أكثر عددًا وأتباعًا، وزعم بعضهم أن الدين أفيون يوزعه الأغنياء على الفقراء، ونسوا أن فكرة الدين كانت موجودة قبل تلك الصراعات الطبقية.
ويؤكد المؤلف أن أصحاب الفكر المادي زعموا أنهم لن يؤمنوا بالله لأنه غيب، والغيب عندهم لا يتوافق مع العقل العلمي التجريبي، ونسوا أنهم تورطوا في إقامة فلسفتهم على الغيب، فقالوا إن المادة هي أصل الوجود، وأنها كانت أزلية لم يخلقها خالق، وهذا الفرض في حد ذاته غيبي، فهل كان أحدهم موجودًا عند تلك اللحظة؟
وزعم آخرون أن الدين كان حسن السير والسلوك، وما دمنا في وقتنا هذا قادرين على أن نعرف الأخلاق الحسنة فلا حاجة إلى الدين، ونسوا أن الدين في مرتبة أعلى من الأخلاق لأنه يحقق انتماء الفرد إلى الكون بأسره لا إلى الفصيل الإنساني وحسب.
ويضيف الكاتب: وأما بعض الفلاسفة فرفضوا التعرض للقضية كلها من الأساس، واعتبروها مضيعة للوقت وعكفوا على إتقان علومهم.
الفكرة من كتاب الله
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته: لغز الموت – السر الأعظم – القرآن كائن حي – رأيت الله – على حافة الانتحار، وغيرها.
مؤلف كتاب الله
يناقش الكتاب بطريقة مبسطة فكرة وجود الله، وتصورات الناس عن الله لا تخرج إجمالًا عن دوائر ثلاث، إما أن ينكر الإنسان وجود الله، وإما أن يعترف بوجوده دون الدين، وإما أن يعبده من خلال الدين، ويطوف الدكتور بنا خلال هذا الكتاب عبر وجهات النظر الثلاث، محاولًا سرد وجهات النظر كلها بعبارة سهلة قريبة.