الله عند أهل العلم
الله عند أهل العلم
ويضيف المؤلف أن أهل العلم استدلوا على وجود الله من خلال النظر في النظام الكوني الهائل والتناغم الذي يحظى به الوجود، فهذا الكون يشبه مشروعًا ضخمًا لمهندس عبقري رسمه طبقًا لمعادلات لا تقبل الخطأ.
ونظر بعضهم تحت الميكروسكوب، واستسلم أمام حركة الإلكترون حول الذرة مثلًا، وكيف أن الباحث كلما حاول تحديد موقعه تغيرت سرعته، وكلما حاول تحديد سرعته تغير موقعه، ومن هنا تظهر نظرية “عدم التحديد” الذي جاء بها هايزنبرج، والتي أزالت قداسة القوانين العلمية، وفتحت الباب أمام الدين والأنبياء ليقولوا كلمتهم بعد صراع دام طويلًا.
ويبين مصطفى محمود أن إذا استرسل الإنسان في استقصاء حقيقة ذاته وعكف على التأمل في أسباب وجوده، فإنه حتمًا ولا بدَّ سيصل إلى لحظة تزول فيها الفواصل بين الأسباب ومسبباتها، ومهما نظر تحت المجهر وفحص مادة الخلق سيصل إلى لحظة يفقد فيها حلقة الخلق الأولى، ويصبح عاريًا أمام عجزه عن فهم ذاته وطبيعتها؛ ولهذا فقد اعترف العلم بحدوده أمام الذات البشرية.
وبهذه الروح المتواضعة ترك العلم الحديث مقعد الزهو القديم وعرش التبجح والمكابرة وتنازل عن اليقين مكتفيًا بالاحتمال والترجيح والإمكان، وبذلك فتح الباب أمام الدين ليقول كلمته، وأفسح صدره لتعاليم الأنبياء.
الفكرة من كتاب الله
يناقش الكتاب بطريقة مبسطة فكرة وجود الله، وتصورات الناس عن الله لا تخرج إجمالًا عن دوائر ثلاث، إما أن ينكر الإنسان وجود الله، وإما أن يعترف بوجوده دون الدين، وإما أن يعبده من خلال الدين، ويطوف الدكتور بنا خلال هذا الكتاب عبر وجهات النظر الثلاث، محاولًا سرد وجهات النظر كلها بعبارة سهلة قريبة.
مؤلف كتاب الله
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته: لغز الموت – السر الأعظم – القرآن كائن حي – رأيت الله – على حافة الانتحار، وغيرها.