اللحظات الفارقة الطبيعية
اللحظات الفارقة الطبيعية
إذًا من أين نبدأ بتشكيل اللحظات؟ تتمثل البداية في إدراك الأوقات التي تكون فيها اللحظات الفارقة ضرورة، وتعلم التفكير في تلك اللحظات وتحديد المناسبات التي تستحق أن نستثمر فيها، ويذكر الكاتبان ثلاثة مواقف يرون أنها تستحق التوقف عندها، وهي: التحولات، والأحداث المهمة، والحُفر، تمثل المواقف الثلاثة لحظات فارقة طبيعية، ويكمن جوهر التفكير بها في تمييز التحولات، وتخليد الأحداث المهمة والعلامات البارزة، وملء الحُفر.
بناءً على هذه الفكرة، وتطبيقًا على مجال الأعمال، يُصبح أول يوم في العمل تجربة هامة تستحق الاستثمار فيها، لأن هذا اليوم بالنسبة إلى الموظفين الجدد يُمثل ثلاثة تحولات مهمة في آنٍ واحد: تحول فكري يتمثل في العمل الجديد، وتحول اجتماعي خاص بالتعامل مع أشخاص جدد، وتحول بيئي خاص ببيئة العمل.
ولحسن الحظ، أدركت “لَانِي لُورِنز فِرَاي”، التي تعمل في قسم الاستراتيجية والتسويق بشركة “جُون دِيرِي”، هذه الفرصة، وأطلقت مع زملائها “تجربة اليوم الأول” التي تقوم على جعل الموظف الجديد يشعر بالانتماء إلى الشركة، من خلال عدد من الوسائل كوجود لافتة كبيرة تخبر الموظفين القدامى بقدوم موظف جديد والترحيب به.
تمثل هذه التجربة لحظة قمة تقدمها الشركة خلال وقت تحول، ففي حالة حدوث تحول حياتي دون لحظة فارقة، يصبح عديم الشكل، وهذا يفسر مَيْلنا إلى اتخاذ قرارات كثيرة ووضع خطط مع بداية كل سنة، في ما يُعرف بـ”تأثير البداية الجديدة”، وتبين أن هذا التأثير يمتد إلى مواعيد بارزة أخرى، لذا إذا كنت تواجه صعوبة في القيام بتحول ما، اصنع بنفسك لحظة فارقة تفصل بين هويتك القديمة وهويتك الجديدة.
أما بالنسبة إلى الأحداث المهمة أو العلامات البارزة فأكثرها مُلاحظة هي احتفالات ذكرى الميلاد البارزة كالوصول إلى سن الحادية والعشرين أو الثلاثين، وهذا النوع من الأحداث نلاحظه بسهولة، وآخر نوع من اللحظات الفارقة يتمثل في “الحُفر” وهي نقيض القمم، وتعني لحظات فارقة سلبية وتضم لحظات الألم والصدمات.
الفكرة من كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
نمر جميعًا في حياتنا بلحظات فارقة وتجارب ذات مغزًى، وأغلبها يحدث مصادفة، مقابلة شخص سيصبح شريكك بعد ذلك في الحياة أو خسارة مفاجئة تؤثر في حياتك، تبدو هذه اللحظات أنها خارج سيطرتنا، ولكن هل هذا صحيح فعلًا؟
تشكل اللحظات الفارقة حياتنا بالفعل، ولكن ليس علينا انتظار حدوثها، وإنما علينا صُنعها، تخيل التأثيرات الممكنة إن استطاع أحد المعلمين تصميم درس يتذكره الطلاب إلى الأبد! أو إذا عرف أحد المديرين كيفية تحويل لحظة فشل إلى نمو!
هذا ما يهدف إليه كتابنا، دراسة اللحظات الفارقة ومعرفة عناصرها، وإثبات أن بإمكاننا صنع هذه اللحظات بأيدينا لتحقيق التواصل مع الآخرين، وتحقيق النجاح في حياتنا العملية والشخصية من خلال تحسين تجربة العملاء والموظفين على حدٍّ سواء.
مؤلف كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
شيب هيث : أستاذ إدارة الأعمال بكلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، يُقدم دورات حول الاستراتيجية والمؤسسات، وساعد ما يزيد على 450 شركة ناشئة على تطوير استراتيجياتها التجارية ورسائلها.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وهو أحد كبار الباحثين في مركز تقدم ريادة الأعمال الاجتماعية في جامعة ديوك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من أعمالهما:
أفكار وُجدت لتبقى.
الحسم: كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية.