اللجوء في الأوقات الصعبة إلى اللحظة الحاضرة
اللجوء في الأوقات الصعبة إلى اللحظة الحاضرة
يساعد التأمل بما يؤدي إليه من راحة الذهن على تخفيف الآلام الجسدية والنفسية، كما أنه يساعد على مواجهة مشكلات الحياة اليومية، لأنه يحول دون اعتبار الأفكار حقائق، ودون بقاء المشاعر المتغيِّرة فترة طويلة، ويؤدي إلى عدم التقيُّد بمشاعر معينة، وأن نضع في الاعتبار أن الأفكار والمشاعر لا تدوم، وأنها تمضي وتمر، وأن التمسك بأفكار مشوَّهة أو مشاعر معينة على أنها حقائق يزيد من المعاناة.
عندما نتألم ويسيطر الألم على تفكيرنا لا نتقبَّل مواساة الآخرين لأننا نفترض أنها ليست لها فائدة في تخفيف ما نمر به، ويكون ذلك صحيحًا إذا كان هدفنا هو إزالة المعاناة، ولكن عندما ندرك أنه أحيانًا لا يمكن إصلاح المشكلة أو إيجاد حل لها، يمكن أن نستمع إلى مواساة الآخرين ونعرف أن هناك حياة تنتظرنا، وأن العطف يكمن خلف المواساة ليشجِّعنا على المضيِّ قدمًا في الحياة، وعندما نعاني علينا أن نحاول البقاء على اتصال بالعالم مهما كانت شدة الألم، وأن نقوم بنفس ما كنا نقوم به من نشاطات ونتقدَّم بخطوات بسيطة وبطيئة حتى لو كنا نعتقد أن ذلك لن يكون له فائدة.
يمكن أن ننمِّي القدرة على تحمُّل عدم اليقين والغموض والشك، نتحمَّل عدم اليقين بتقبُّل وجود مشكلات لا يمكن حلها والاستمرار في الحياة رغم وجودها، ونتحمَّل الشك بتقبُّل وجود مواقف لا نعرف فيها كيفية التفكير والتصرف، وأنه لا يمكن اختيار قرارات صحيحة دائمًا، ونتحمَّل الغموض في مواقف الحزن والظلم بتجنُّب البحث عن إجابات في أوقات المعاناة، وتقبُّل أنه أحيانًا لا تكون هناك إجابات.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.