اللامرئيون
اللامرئيون
بإمكان شعور اللامرئية أن يتسرَّب إلى نفس أي شخص، في أي وقت وأي مكان، فتخيَّل نفسك فقط تقف في طابور طويل منتظرًا فاكسًا ما وفي نهاية الأمر لا تجد شيئًا، حتمًا ستحس بأنك غير مرئي، وفي أيامنا هذه بإمكانك إيجاد آلاف الموظفين غير المرئيين، وفقًا لإحصائية مرعبة نشرتها مجلة “Time” تشير إلى أن 80% من الموظفين يرون أنهم لا يحظون بالاحترام الكافي في مكان عملهم، وهذا النوع من الازدراء قد يكسر قلبك بكل ما تعنيه الكلمة، ففي دراسة أجريت على موظفين في القطاع الصحي، وُجِد أن الموظفين الذين يكرهون مديرهم في العمل، يرتفع ضغط الدم لديهم بنسبة أكبر من أولئك الذين يحبُّون مديرهم، ويرى العالم البريطاني جورج فيلدمان أن ارتفاع ضغط الدم بهذه الطريقة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة الثلث، وعلى هذا النحو قد يقتلك مديرك حقًّا، ويرى الموظفون أن المديرين وكبار المسؤولين يملكون السلطة الكاملة، إذ إنهم من يقرِّرون متى يأتون ومتى يذهبون، وطبيعة المهام المنوطة بهم، والراتب الذي يتقاضونه، وغير ذلك، وبسبب ما يتلقاه الموظفون غير المرئيين من تجاهل وعدم تقدير ستجدهم يردُّون بطريقتهم الروتينية الوحيدة، وهي البقاء غير مرئيين في ظلال الشركات الضخمة، وإنجاز القدر اللازم فقط من العمل حتى يبقوا في وظائفهم، وهذا الوضع هو ما يراه “ديفيد سيروتا” -المشارك في تأليف كتاب الموظف المتحمس- إذ يقول: “إن نحو 16% من الشركات التي نتعامل معها لديها قوى عاملة تتسم بالعدائية، ولكن أساس المشكلة لا يكمن في عدائية الموظفين بقدر ما يكمن في أنهم قد أصبحوا غير مبالين بعملهم، هذا هو الصمت القاتل”، وفي عام 2008 أجرت “Towers Perrin” -وهي شركة عالمية تعمل في مجال الخدمات الاجتماعية- استطلاع رأي عالمي، لقياس أثر التقدير في معدَّل انخراط الموظفين في عملهم، وكانت النتائج صادمة، إذ أظهرت أن 36% من القوى العاملة حول العالم تعاني عدم الانخراط في عملها، ورغم أن هذه النسبة مروِّعة فإنها تكون أعلى في عديدٍ من المؤسسات، لكن الأمر لا ينطبق على الجميع، إذ يوجد بعض المديرين يدفعون موظفيهم إلى الإيمان بأهداف المؤسسة، ويجدون طرقًا مبتكرة لحثِّهم على بذل قصارى جهدهم، بالتأكيد منْح مزيدٍ من المال ليس أحدها، فرغم أن كثيرين يرونه الملاذ الأول، فالرواتب وإن كانت ضخمة قد تدفع الموظفين إلى العمل، لكنها لن تضمن انخراطهم فيه على المدى الطويل.
يقول ماركس باكينجهام وكيرف كوفمان في كتابهما “أولًا كسر كل القواعد”: “إن كانت قيمة الرواتب التي تمنحها أقل بنسبة 20% من متوسط قيمة الرواتب في السوق، فإنك ستجد صعوبة في جذب الموظفين واستقطابهم، ومع ذلك فإن رفع قيمة الرواتب والمزايا في السوق لن يحدث فارقًا كبيرًا، الأمر أشبه بشراء تذاكر للدخول إلى ملعب البيسبول، فالتذاكر ستمكِّنك من الدخول ومشاهدة المباراة، لكنها لن تساعد فريقك على إحراز الفوز”.
الفكرة من كتاب الموظف غير المرئي
هل ترى أن الاستمتاع بالذهاب إلى العمل أمر مهم، وهل يعتقد موظفوك ذلك؟ أليس رائعًا لو أصبحت شركتك مليئة بموظفين متحمسين للذهاب إلى عملهم خصوصًا في بيئة اليوم بطابعها التنافسي؟ يتطلَّع كلٌّ منا إلى أفضل وأحدث منتج قادم، ويشهد فيها قطاعُ الأعمال أزمةً حقيقيةً، وهي “الموظف غير المرئي”، ذلك الموظف الذي يشعر بالتهديد الدائم والتجاهل وعدم التقدير، لذا فهو لا يتجاوب إلا بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، أن يبقى في الظلِّ، ويُنجِز من العمل ما يكفي فقط ليبقى في وظيفته، ويتذمَّر بخصوص هذا وذاك، بل وينقل تلك الأساليب إلى الوافدين الجُدد؛ فمهمة إيجاد الموظفين غير المرئيين في شركتك، وإخراجهم إلى النور، ومساعدتهم على اكتشاف طاقاتهم الكامنة، هذا ما ستجده في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الموظف غير المرئي
أدريان جوستيك: كاتب ومؤلف بريطاني، أسس شركة The Culture Works عام 2011، وهي شركة استشارية مقرها يوتا، وقد نُشر له عديد من المقالات في مجلة The New York Times، ومجلة Newsweek.
تشيستر إلتون: مؤلف ومتحدث تحفيزي كندي، عضو مجلس إدارة في كامب كورال، ونشرت له مقالات عدة في مجلة The New York Times، وWall Street Journal، وUSA Today.
أثمر العمل المشترك بين أدريان جوستيك وتشيستر إلتون عن “إدارة الجزر”، و”مبدأ الجزرة” اللذين صُنِّفا من أكثر الكتب مبيعًا حول العالم.
معلومات عن المترجمة:
شيماء سليمان شلبي: عام 2013 تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، والتحقت ببرنامج الدراسات التمهيدية في الترجمة التحريرية بذات الكلية، لتتم دراستها عام 2015 وتعمل معيدة بكليتها، وفي عام 2011 عملت ولمدة 3 أشهر لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، وترجمت خلالها عدة اتفاقيات، وبعض الخطب التي ألقاها رئيس المنظمة حينها “أكمل إحسان أوغلو”، وذلك بغرض نشرها في كتاب يضم وثائق المنظمة، كما أنها شاركت في ترجمة عدة وثائق متصلة ببرنامج الشراكة التعليمية بين مؤسسة “الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع” وشركة “Microsoft”.