اللافعل
عندما تصير قائدًا من الروح يتوجَّبُ عليك أن تغيِّرَ مفهومك عن الفعل، فلن يكونَ مطلوبًا منك أن تقومَ بكل الأعمال وحدك مع وجودِ صراعاتٍ وقلق، إنما يكفي أن تسمح لروحك بالتصرُّف، روحك دائمًا ما تكون ذات نظرةٍ ثاقبة، كما أنها تتَّسق مع ذاتك ورؤيتك التي تطمح إليها، هذا يعني أنها ستسعى مثلكَ تمامًا إلى تحقيق أفضل النتائج.
عندما تشارك روحُك في العمل فإن هذا يعني قدرتَكَ على توجيه جميع أفرادِ فريقك، تتصل أرواحُكم بعضها ببعض وتذوب الخلافات التي تمنع من التقدم، وبالتالي يكون الجو محفِّزًا على الحركة والعمل، وأنت كذلك ستشارك في جزءٍ من العمل، لا يكفي أن توجِّهَ فقط، إذا أردتَ أن تكونَ ملهمًا ينبغي أن تمثل القدوة الحسنة لكلِّ مَن حولك.
أخيرًا شجع أعضاء فريقك، وأظهِرْ إيمانك بهم، لكن احذر.. لا تُفرِطْ في التشجيع حتى لا يشعر الأشخاص بالامتلاء، اترك جزءًا من التحفيز لصناعة احتفالٍ بعد انتهاء العمل ككل، أعطِ تغذيةً راجعةً للجميع واستقبلها منهم كذلك، وعندها تأكَّد من أنَّ أفعالَك أصبحت نافذةً من روحك.
يمكن وصف أسلوب القائد الذي ينظر إلى العمل بصفتِه طريقًا لتحقيقِ الأهداف عن طريق كلمة “smart”، فحرف (S) يشير إلى تحديد الهدف والوسائل التي تساعد على تحقيقه، مع مراعاة تجنب التكرار، و(M) يعني القدرةَ على قياس الخطوات نحو تحقيق الهدف، لأن الخطوات القابلة للقياس تشجع الفريق على الاستمرار في العمل إذ إنَّ نجاحاتِهم ملموسةٌ وواقعية، و(A) يجب أن تكون قرارات المجموعة مبنيةً على أساس الاتفاق، تجنب كقائدٍ من الروح الإجراءات الفردية، و(R) اجعل كل إجراءٍ مرتبطًا بالهدف الذي يسعى إليه الجميع، ,تجنب العشوائية وشارك أفكارك مع أعضاء فريقك، و(T) ضع مهلةً معينةً من الوقت ينتهي عندها العمل، ولا تجعل المهلة ضيقةً كثيرًا، بل اجعل الجميع يعمل بحريةٍ مع درايتهم بالموعد النهائي لتسليم العمل.
الفكرة من كتاب روح القيادة
حتى وقتٍ قريبٍ لم يكن قرار «أن تصبح قائدًا» شيئًا مهمًّا بالنسبة للكثيرين، أمَّا الآن فإننا في أمسِّ الحاجة إلى القيادة، إذ إن التحكمَ في النفس والقدرةَ على التأثير في الآخرين صارا من أساسيات العصر الحالي الذي لم تعُدْ فيه القيادة مقتصرةً على الحكام والمسؤولين المباشرين فقط.
وليست القيادةُ تعني التأثير في الآخرين بالدرجة الأولى، إنما يأتي هذا بعد القدرةِ على إدارة النفسِ والتحكم في انفعالاتها والسيطرة على الأفكار السلبية وتحويلها إلى ناتجٍ إيجابي، مع فهمٍ لطبيعةِ النفس واحتياجاتها والانفتاح على الأفكار المختلفة، وإذا نجح الإنسانُ في ذلك فإنه يصير قائدًا روحيًّا يُمكنه التأثير في الآخرين، وهذا ما يهدف إليه الكتابُ تحديدًا.
مؤلف كتاب روح القيادة
ديباك شوبر: طبيب وكاتب أمريكي، وُلِد في الهند عام 1946، له باعٌ طويلٌ في عالم القيادة والتأثير.
ألَّفَ عديدَ الكتب في مجال القيادة والنجاح وإرادة الأعمال وغيرها، منها: “جسد لا يشيخ وعقل لا يحدُّه زمن”، و”القوانين الروحانية السبعة للنجاح”.
معلومات عن المترجم:
محمد ياسر حسكي: طبيب ومترجم، مهتم بالطب النفسي والعلاجي، له العديد من الأعمال المترجَمة المعروفة، منها: “اشفِ جسدك”، للويز هاي، و”رغبات محققة” لواين داير.