الكيمياء العاطفية
الكيمياء العاطفية
الكيمياء العاطفية مُسمَّى أطلقته الكاتبة على الأسلوب الذي استخدمته في عملها معالجة نفسية مع عملائها، بعد أن أخبرها أحد العملاء بأن أفضل وصف لهذه العملية العلاجية هو الكيمياء، لأن الكيمياء تقبل وضع المواد كلها في الأنبوب دون رفض لأي مادة، كما أنها تمثِّل عملية التغيير.
الكيمياء العاطفية تجمع بين الوعي الكامل والبحث النفسي في المخطَّطات والأنماط العاطفية، إذ يتحقَّق من خلال الوعي فَهم هذه الأنماط ومعرفة العادات العاطفية المُسبِّبة للمشكلات، وهذا الجمع ناتج عن الممارسات الروحية الشرقية والعلاج المعرفي، وتأتي فاعلية الكيمياء العاطفية من أن الوعي يُحدِث تغييرًا في المخ من المشاعر المضطربة إلى المشاعر الإيجابية، وأن المخ يتسم بالمرونة وقادرٌ على تغيير نفسه بالتعلُّم، ومن خلال الجمع بين اليقظة وعلاج المخطط تتحقَّق أول خطوة في علاج العادات العاطفية بوضعها في مجال الوعي لأن عدم الوعي بها يعني استمرارها في السيطرة على الطريقة التي نُدرك بها أنفسنا والآخرين، وتأثيرها في علاقاتنا وتصرُّفاتنا، كما أن الوعي يساعد على إدراك هذه العادات وإدراك تأثيرها في حياتنا.
استخدمت الكاتبة التأمُّل بطريقة مختلفة عن استخدامه لتأمُّل ما نمر به في الحياة، حيث استخدمته بهدف الكشف عن الأنماط العاطفية التي تسبِّب المعاناة، ولاحظت فاعليته ونتائجه السريعة في العلاج النفسي، وتوصَّلت إلى إمكانية استخدامه لتنمية الحكمة الداخلية، من خلال الاستفسار المستمر طلبًا للوضوح ورؤية الأمور على حقيقتها، وبذلك تُصبِح أشد المشاعر ألمًا فرصة للنمو الروحي.
المكوِّن الثاني للكيمياء العاطفية هو علاج المخطَّط، وهو يوضِّح العادات العاطفية والمشاعر المُصاحبة لها، ويهدف إلى التحرُّر من الارتباط بالعادة، ويتناول الأفكار والمشاعر والسلوك والعلاقات، والكيمياء العاطفية تتضمَّن العمل على هذه الجوانب الأربعة لأنها مرتبطة بعضها ببعض، فالأفكار تكون مُشوَّهة، والمشاعر تعدُّ وقودًا للنمط العاطفي، والسلوك يتأثر بالأفكار والمشاعر.
الفكرة من كتاب الكيمياء العاطفية: كيف يمكن للعقل علاج القلب؟
تُقدِّم الكاتبة دمجًا لأسلوبين علاجيين نتجت عنهما الكيمياء العاطفية، لتأخذ بأيدينا في رحلة بدايتها الوعي وصولًا إلى النمو الروحي واكتساب الحكمة الداخلية والشفقة على الآخرين، ليكون لتلك الطريقة أثرها في توسيع الوعي، وتخفيف المعاناة والوصول إلى جذورها داخلنا، والتخلُّص من العادات العاطفية المدمِّرة التي نكرِّرها دون وعي في علاقاتنا وفي مواقف حياتنا المختلفة، التي تسبِّب لنا العديد من المشكلات.
مؤلف كتاب الكيمياء العاطفية: كيف يمكن للعقل علاج القلب؟
تارا بينيت: معالجة نفسية، حاصلة على درجة الماجستير، تناولت في أطروحتها رعاية النفس في أثناء تقديم المساعدة للآخرين، ثم تطوَّرت إلى ورشة عمل للمختصِّين وبرنامج تعليمي لكبار السن، وقدَّمت العديد من ورش العمل في الكيمياء العاطفية في الدول المختلفة، وقد تطوَّرت لبرنامج للمختصين، درست وتدرَّبت مع أساتذة عظماء ورائدين في التأمُّل والعلاج النفسي، ومنهم الدكتور جون كابات- زين والدكتور جيفري يونج، وقامت برحلات إلى آسيا، وتعلَّمت طقوس الشاي وتصفيف الأزهار والرقص الهندي والممارسات الروحية الآسيوية، ودرست ومارست تعاليم التأمُّل لسنوات كثيرة.
من مؤلفاتها:
Mind Whispering: How to break free from self-defeating emotional habits
Radically Happy: A User’s Guide to the Mind
معلومات عن المُترجم: مكتبة جرير.